الإنسان ومواقف الإرادة والمبدأ
يمر الإنسان في رحلة حياته على محطات مفصلية تتطلب اتخاذ مواقف مبدئية ،،،
نظرا لأن هذه المواقف تحدد مسارات الحياة المستقبلية للإنسان نفسه ولمن
يعيشون معه ويتأثرون بقراراته سلبا أو إيجابا .. وكلما كان عدد المتأثرين
أكثر وحجم التأثير أكبر كلما زادت المسؤولية الأدبية على الشخص في تصرفه في
هذه المواقف الحساسة في رحلة الحياة
قد يتهرب الإنسان من هذه
المواقف (أو هكذا يعتقد) وقد يهرب من اتخاذ القرار إلى اللا قرار ... وقد
يميل إلى التمييع والتسويف وقتل الوقت .. وقد يظن الجبن عقلا والتهرب من
المواقف حكمة، وقد يقنع من الغنيمة بالسلامة الشخصية وسلامة الأهل
والأولاد، وقد يقنع نفسه بأنه لم يكن بالإمكان أحسن مما كان، وأن العنب
الحلو الذي لم يحصل عليه ما هو إلا حصرم حامض في الواقع !!
وكثير
من الناس تخور شجاعته ويفقد إرادته تحت ضغوط الترغيب والترهيب وسياسات
العصا والجزرة - وما أكثرها في هذه الحياة - فيفقد الفرصة ليثبت نفسه لنفسه
قبل أن يثبتها لأي شخص آخر ... وهذه الفرص نادرة في الحياة وفي محطات الحياة
المفصلية والحرجة !!
ومن يتجنب المواجهة حرصا على هذه الحياة قد
تطول حياته ولكنها ستنتهي في نهاية الأمر، وعندما تأتي لحظة النهاية ،
سيمر شريط الحياة سريعا في ذاكرة الشخص، وسيتذكر محطات الحياة تلك ومفاصلها
الحرجة، وكيف تصرف فيها، وستكون لحظة الندم الذي لن يفيد في ذلك الوقت لمن
أساء التصرف في تلك المواقف ولمن أخطأ في حق نفسه قبل أن يخطئ في حق
الآخرين !!
فتذكروا هذا القول عندكما تأتي المحطة المفصلية القادمة التي تتطلب موقفا وإرادة ..
والله الموفق لما فيه خير الدين والآخرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق