- سؤال شفاف جدا
لو رجعنا 100 سنة إلى الوراء لما رأينا الأردن ككيان سياسي ولكننا سنرى الأردن كنهر على الخارطة الجغرافية يتدفق عبر الأقطار ويصل ما انقطع الآن بسبب السياسة والخلافات والأطماع وضعف الثقة بين الفرقاء المختلفين !!!
... ولو رجعنا 100 سنة إلى الوراء لما رأينا سوريا كدولة ولا لبنان كدولة ولا السعودية ولا العراق ... ولو رجعنا هذه ال 100 سنة إلى الوراء لما رأينا هذه الحدودالسياسية المرسومة بالمسطرة والمنفذة على أرض الواقع بعد الحرب العالمية واتفاقيات سايكس بيكو وغيرها ,,,
ولو رجعنا هذه ال 100 سنة إلى الوراء .. لرأينا شعوب المنطقة وقبائلها وعشائرها في حركة مستمرة سعيا وراء الأمن والرزق والماء والمرعى وما إلى ذلك
هل هذا كله صحيح تاريخيا وجغرافيا وواقعيا ؟؟ أم مجرد أوهام وأكاذيب ؟
ولو نظرنا إلى الأردنيين اليوم ، ونظرنا إلى لونهم ولون عيونهم وأسماء عائلاتهم وامتداداتهم في البلدان المجاورة (فلسطين، سوريا، العراق، تركيا، مصر ، السعودية والجزيرة العربية ... لأدركنا أنه لا يوجد شيء إسمه "العرق الأردني النقي" .. حتى الذين كانوا يستقرون في مناطق بعينها على خارطة الأردن ، فمنهم الكثيرون الذين كانوا وما زالوا يعبرون الحدود الجغرافية والسياسية وراء اعتبارات الأمن والرزق والجذور والأصل !!
وعلى هذا الأساس ، وأريد أن أسأل السؤال بشفافية تامة وبجرأة وصراحة قد تغضب البعض بسبب هذا الطرح ، ربما لأنهم تعودوا أن يسمعوا ما يحبون أن يسمعوا بغض النظر عن الحقيقة والواقغ
العائلات الأردنية اليوم منها ما تأتي أصوله من الجزيرة العربية والحجاز تحديدا، ومنه من يتحدرون من العراق وسوريا وتركيا ومصر وغيرها .. ولا داعي للتحري العميق .. فأسماء العائلات المشهورة في الأردن منه الكثير مما يوحي بهذه الأصول ... سواء كانت عربية، أو شركسية أو كردية أو أرمنية أو عراقية أو مصرية ... وحتى العائلات الأردنية الشهيرة والعريقة فكثير منا أصولها فلسطينية (إذا رجعنا إلى ما قبل ال 100 عام) والكل يعرف طبيعة العلاقة بين السلط ونابلس ، وبين الكرك والخليل .. أليست هذه حقائق تاريخية وجغرافية ؟؟ أم أنها أوهام وأكاذيب أيضا ؟ ألم تكن هذه العائلات الفلسطينية (وخاصة الشباب) تهرب من التجنيد العثماني وتختبئ في مغارات جبل القلعة بالقرب من المدرج الروماني ؟؟ أليس هذا تاريخ ثابت ومعروف ؟؟
سأستمر في سؤالي الشفاف والصريح ، عند استعراض الوضع السكاني الأردني، نلاحظ أن هناك "حساسية" لدى البعض تجاه الأردنيين من أصول فلسطينية تحديدا !! أليس كذلك ؟؟
أهو بسبب كثرة العدد ؟ أم مستوى النشاط والفاعلية ؟ أم التنافس على موارد محدودة تتاقص باستمرار ؟؟ نحن نريد الوضوح والشفافية في هذه النقطة ، وأن نضع أصبعنا على موضع الألم ! بدلا من الهروب والتهرب والنكار والتجاهل ... وكأنه ليس هناك مشكلة أصلا !!
صحيح أن هناك خصوصية للمكون الفلسطيني في نسيج المجتمع الأردني ... بسبب القضية الفلسطينية التي ما زال ملفها مفتوحا يستعصي على الإغلاق في ضوء خارطة القوى المحلية والاقليمية والدولية التي تتحكم في مرافق هذه القضية وتضغط على الطرف الضعيف (العربي الفلسطيني) لتقديم التنازلات تلو التنازلات إرضاء لإسرائيل والغرب الداعم لإسرائيل .. آملين في إغلاق هذا الملف في النهاية وتصفية القضية الفلسطينية ضمن مسميات "غسيل المخ" التي أتحفونا بها على مدار تاريخ القضية الفلسطينية .. "حل عادل وشامل" ، "استراتيجية السلام كخيار وحيد لحل القضية الفلسطينية" ، "قرارت مجلس الأمن ولأمم المتحدة" ، "الغصن الأخضر والذي تيبس ومات منذ فترة طويلة" ... وخذ من هالحكي ,, وعبي في الخرج !!
وبالنسبة للذين يتضايقون من الوجود الفلسطيني على أرض الأردن ، لنقل كلمة صريحة وواضحة " قبل أن تتكلموا عن عودة الفلسطينيين إلى بلادهم - وهم بالتأكيد يتمنون هذه العودة ويرحبون بها أيضا - لنقل كلمة جريئة وصادقة ... "على النظام الرسمي العربي الذي ضاعت فلسطين في ظل سياساته وممارساته ، أن يحرر فلسطين أولا ، ثم "يطرد" هؤلاء الفلسطينيين هم وملوخياتهم " من الأراضي العربية إلى فلسطين .. سواء كان ذلك في الأردن أو سوريا أو لبنان أو مصر أو العراق أو الكويت أو غيرها ,,,, فهكذا تستقيم الصورة !! أما أن يكون حال هذا النظام الرسمي العربي مع الفلسطينيين يتلخص في (1) لا بدي أرحمك (2) ولا بدي غيري يرحمك (3) ولا بدي رحمة ألله تنزل عليك ... فهذا غير واقعي وغير قابل للتحقيق ولا التنفيذ !!
وعلى كل حال فإن المنطقة "حبلى" بالتغيرات المحلية والاقليمية والدولية والتي ستتجاوزنا بتطوراتها وإفرازاتها في ال 10 - 20 سنة القادمة ... وقد تتغير خارطة المنطقة كلها .. إما للأفضل أو للأسوأ .. وهذا المستقبل يا أعزائي سيكون (1) للكبار و (2) الأقوياء و (3) الأعنياء (4) وللتحالفات التي ستتجاوز حدودنا الجغرافية الموروثة من أيام الحرب العالمية واتفاقيات سايكس بيكو ... هذا والله أعلم بالطبع ,,, ولا أحد يستطيع أن يدعي علم الغيب والمستقبل !
الصورة كبيرة جدا وخطيرة وحرجة ... ولا بد لنا من تطوير رؤية مستقبلية طموحة تصل بنا إلى العام 2025 أو حتى 2035 لنحدد وجهتنا وأهدافنا المستقبلية بعيدا عن السبهللة والفعفطة وردود الأفعال ... وهذا هو التحدي الكبير الماثل أمامنا غلى صعيد المنطقة العربية والاسلامية وليس فقط الأردن وفلسطين وبلاد الشام !!!!
هذا ةالله أعلم !
محاولة شخصية متواضعة للفكر التجديدى الابداعي الهادف لمصلحة البشرية ضمن رؤية استشرافية للمستقبل من خلال الموروث المعرفي التراكمي عبر الأجيال السابقة، مع لمسات إضافية وومضات فكرية مما تجود به القريحة ومما يفتح الله علينا به في الأيام القادمة. ولأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها، فقد فتحت صفحات إضافية في هذه المدونة لمن ارتأيت فيهم لمسات شخصية واضحة في تجديد الفكر في العصر الحديث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق