الخميس، 22 يونيو 2017

هل العبد الصالح هو الخضر ؟ ومن هو الخضر ؟؟

بغض النظر عن الرأي القائل أن العبد_الصالح هو الخضر .. فهذا ما لم يصرح به القرآن الكريم ولم يرد هذا الاسم (الخضر) في القرآن على الاطلاق ...
بل وأكثر من هذا ... فبينما هناك شبه إجماع على أن هذا (الخضر) هو من البشر .,. فلا يوجد أي أخبار أخرى عن هذا البشري السوبر دوبر ... فلا نعرف من أبوه ولا أمه ولا عائلته ولا عشيرته ولا موطنه ... ولا يوجد في التاريخ ولا في الروايات الدينية أي ذكر لهذا الرجل قبل حادثة لقائه بموسى عليه السلام ,, ولا بعد فراقه له بعد القصص الثلاثة التي حدثت أثناء تواجدهما معا ...
وأكثر من هذا .. فموضوع (الظهور) و (الاختفاء) المفاجئين لهذا العبد الصالح تبدو بعيدة كل البعد عن الطبيعة البشرية ... ونحن نعرف كيف تم اللقاء ... وهذا مذكور بشكل واضح في القرآن ... أما الاختفاء فلا تفاصيل على الاطلاق .. ولو تصورنا العبد الصالح بشرا .. فيمكننا تصور الفراق عبارة عن مصافحة وربما عناق .. وربما تقبيل لليد أو للوجه أو الرأس ,, ومن ثم يمضي كل شخص في اتجاه .. فكيف يمكن تصور هذا بعد أن اكتشف موسى هذه الصفات والخصائص والقدرات عند هذا العبد الصالح ,, ألم يكن الأحرى به أن يلازمه أو يلحق به ولو عن بعد ليعلم من هو وأين يسكن ومن قومه !!
أما المعضلة الكبرى بالنسبة لكونه بشرا ... فهي بصراحة وبأوضح صورة في موضوع قتل العلام .. على اعتبار ما سيكون فيما لو عاش هذا الغلام .. وهذا الموضوع بصراحة فيه إشكاليات كبيرة جدا وغير مقبولة على اعنبار العبد الصالح بشرا !!
ولو تطرقت إلى تفاصيل هذا الموضوع تحديدا وهو قتل الغلام .. فسأصطدم بمجموعة مشاكل ومعضلات لا جواب عليها ولا تفسير مقنع ولا منطقي ولا هو مقبول لا عقلا ولا شرعا ولا قانونا ..
  • ما هي الكيفية التي قتل بها العبد الصالح هذا الغلام ؟ هل خنقه حتى الموت ؟ هل طعنه بسكين أو خنجر ؟ هل قطع رأسه بالسيف ؟ هل ألقى عليه حجرا ضخما فسحق رأسه به ؟ هل سقاه السم ؟ .... إلخ إلخ
  • وماذا فعل موسى عليه السلام أثناء عملية القتل هذه ؟؟ ولماذا لم يعترض عليها إلا بعد حدوثها ؟؟ ولماذا لم يحاول أن يمنع العبد الصالح عن اقتراف هذه الجريمة ؟؟ ونحن نعرف أن موسى عليه السلام كان قويا وأنه وكز رجلا فقتله ... ألم يكن يقدر على منع العبد الصالح عن اقتراف جريمة القتل ؟؟ ألم يستطع حتى أن يحاول ؟؟ ولماذا ؟
  • أما السؤال الأكبر فهو المتعلق بالغيب والقدر ومعاقبة شخص غير مكلف (غلام) على شيء لم يقترفه بعد .. على اعتبار ما سيكون فيما لو عاش هذا الغلام ... فهل كان هذا الغلام مسيرا ومجبورا على أن يكون شخصا سيئا وأن هذا الأمر محدد مسبقا .. وأنه لا يستطيع تبديله ولا تغييره .. ؟ وأين التخيير في هذه المعادلة الجبرية القسرية ؟
  • وعلى أي أساس وبناء على ماذا تعطى الصلاحية لبشري أن يقترف مثل هذه الجريمة وضمن هذه المعطيات والتي تخالف العقل والشرع والمنطق والقانون ؟؟ وما الذي يمنع أن يأتي أي بشر في أي مكان وزمان ويقوم بالقتراف جريمة مشابهة ويدعي أنه يعمل ما يعمل بأمر الله على اعتبار ما سيكون وكأنه يعلم الغيب ؟؟
لهذا كله .. أنا أميل إلى أنه لا يوجد خضر ولا غيره .. وأن العبد الصالح هو ملاك ظهر بهيئة بشرية وكان مكلفا بمهمات محددة نفذها بأمر الله .. شأنه شأن الملائكة الآخرين الذين أرسلوا في مناسبات مختلفة ولأسباب مختلفة منها إيقاع العذاب بالعصاة والكفار (قوم لوط ) أو إعطاء الولد (مريم عليها السلام) وغيرهم
والملائكة تستطيع أن تظهر فجأة (في بداية مهمتها) وتختفي فجأة (بعد انتهاء مهمتها) ولا يمكن تتبعها ولا معرفة أين تقيم وإلى أي قوم تنتمي .. وهذا كان شأن العبد الصالح
هذا ... والله أعلم !

ليست هناك تعليقات: