الأحد، 16 يوليو 2017

طاعة ولي الأمر ... مطلقة أم مقيدة ؟

قراءتي الشخصية (فهمي الشخصي) للأيات القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع بعيدا عن السياسة والنسييس والسماح للسياسيين بركوب موجة الدين كما يحصل في عالمنا الاسلامي للأسف

ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا
  1. الخطاب للمؤمنين (يا أيها الذين أمنوا) .. فالخطاب ذوسياق ديني كما يبدو أكثرمما هو سياسي ، والالتزام من المستهدفين بهذا الخطلب هم المؤمنين (المسلمين) دون غيرهم بدلالة بفية الآية الكريمة والتي لا تلزم غير المؤمنين بها
  2. أطيعوا الله .. طاعة مطلقة غير محدودة وغير مقيدة .. وهي المرجعية الأولى والمستوى الأول في الطاعة والالتزام
  3. وأطيعوا الرسول .. وهو المستوى الثاني في مثلث (هرم) الطاعة والالتزام، وهذه الطاعة للرسول عليه السلام تتداخل وتتكامل مع المستوى الأول (طاعة الله) ولا تتعارض معه ولا تتناقض معه، لأن الرسول عليه السلام لا ينطق على هواه، ولا يشرع من تلقاء نفسه، ولا يحرم حلالا أحله الله، ولا يحلل حراما حرمه الله، وإتما يوضح ويبين ويفصل ما جاء مجملا من أحكام الله وتشريعاته ... ولاحظ هنا التأكيد اللفظي والتشديد على طاعة الرسول من خلال تكرار كلمة "أطيعوا"
  4. وأولي الأمر منكم ... ولي ملاحظة هنا أنه وخلافا للمقطعين السابقين من هذه الآية، لا يوجد تكرار لكلمة "أطيعوا" وفي هذا تخفيف للالزام الديني بهذه الطاعة لأولي الأمر مما يجعلها في المستوى الثالث من حيث المرجعية الالزامية بالطاعة والتي يلتزم بها الذين آمنوا، وغني عن القول أن ما قلناه في طاعة الرسول (المستوى الثاني) من حيث عدم التناقض والتضارب مع المستوى الأول (طاعة الله) / هو أحرى وأحق وأولى أن ينطبق على هذا المستوى الثالث، فلا يجوز لطاعة أولي الأمر في هذا المستوى الثالث أن تتناقض وتتضارب مع المستويين الأول والثاني
  5. ودعما لهذا الفهم المنطقي التسلسلي حول عدم تضارب وتناقض طاعة المستوى الثالث مع المستويين الأول والثاني ، يأتي المقطع الثالث من الآية وهو مقطع مفصلي هام يحتاج إلى تفصيل وتوضيح
فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ... وهذا تصريح واضح لا لبس فيه بتسلسل المستويات الثلاثة المرجعية التي شرحناها سابقا ... وما هو غائب وغير مذكور صراحة في هذا المقطع ولكنه مفهوم من السياق .. هو من المخااطب بلفظ "فإن تنازعتم" .. وواضح من السياق (بالنسبة لي على الأقل) أن المقصود بهذا المقطع والمخاطب هم (الذين آمنوا من ناحية وأولي الأمر من الناحية الأخرى) ... وعلى هذا يصبح فهم هذا المقطع كما يلي
فإن تنازعتم (أنتم يا أيها الذين آمنوا مع أولي الأمر منكم) فالمرجعية هي في المستويين السابقين .. "فردوه إلى الله والرسول" حيث يتم الفصل في هذا النزاع بالاحتكام إلى المرجعيات الأعلى والتي فيها أمر واضح وصريح بالطاعة والالتزام
هذا والله أعلم !!
ولي ملاحظة أخرى على كلمة "منكم" في هذا السياق .. أي من الذين آمنوا .. وهل هذا ينطبق على من يأتي من خارج كلمة "منكم" ويفرض فرضا من الخارج او من خلال الانقلابات العسكرية أو يأتي بالقوة المجردة "ألسلطان المتغلب" ... وفي هذا كلام تفصيلي في المستقبل إن شاء الله !

ليست هناك تعليقات: