الجمعة، 1 فبراير 2019

أدب الاختلاف


من سنة الله في خلقه أن جعل للناس عقولا متفاوتة في وعيها واستيعابها ... لذات الشيء .. فهم ينظرون إليه من زوايا مختلفة ,, وقد يرون - بناء على هذا الاختلاف  - رؤى مختلفة ... وتتكون لديهم آراء مختلفة ... قد تتقارب وقد تتضارب وقد تتناقض فيما بينها !!
ولو حيدنا عامل التزوير المتعمد ، والعناد ، والحماقة جانبا ,,, يصبح لدى الكل الحق في أن يكون لديهم رأيهم ... ولا يحق لأحد أن يحجب هذا الحق عن أحد تحت أي ذريعة ومبرر ... ويصبح واجبا على الجميع أن يحترموا الرأي الآخر ويحترموا صاحبه حتى وإن اختلفوا معه !!
  • ومن أدب الاختلاف في الرأي عدم الشخصنة أو الاستهزاء أو التسفيه أو الشيطنة أو الاحتواء أو الاقصاء تجاه الرأي الآخر ... 
  • ومن أدب الاختلاف عدم  التجاهل والانكار وعدم التصرف كالنعامة عندما تدفن رأسها في الرمال لكي لا ترى ما لا يعجبها !!
  • ومن أدب الاختلاف ترك هامش للاعتقاد بأن الطرف الآخر قد يكون على صواب ... لترك الباب مفتوحا للحوار ... وعدم التعنت والاعتقاد الجازم بأن ما تراه وتعتقده هو الحق المطلق !! وخاصة أن معظم اختلافات الرأي هي بطبيعتها في مواضيع خلافية وليست في مواضيع بديهية محسومة !!

وعلينا جميعا أن نتحرر من عقدة "السماع الانتقائي" الذي يجعلنا نسمع فقط ما هو على مزاجنا وهوانا .. فالناس ليسوا برنامج "ما يطلبه المستمعون" .. وليسوا إمعة .. ولا ينبغي لهم أن يكونوا كذلك إن كانوا يحترمون أنفسهم وعقولهم وحريتهم في تكوين رأيهم .. بلا إجبار ولا إكراه ولا إحراج ولا تخجيل ولا ضغط ولا بلطجة ولا تهديد .. ولا تبعية عمياء لآراء مسبقة وأهواء وأمزجة وعادات وتقاليد ,, وما وجدنا عليه آبائنا !!
هذا والله ولي التوفيق !!

ليست هناك تعليقات: