الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

هل يجوز نهر المتسول ومنعه من ممارسة المتسول ؟

يحتج علينا بعض الناس حين نقول بأن ظاهرة التسول ظاهرة سلبية وهدامة وخطيرة لا يجوز السكوت عنها بأن الله تعالى قال في قرآنه الكريم "وأما السائل فلا تنهر" ! ومع أن عمومية اللفظ "ألسائل" تحتمل لغويا أن يكون السائل هو المتسول ، فإن سياق الآيات في السورة المعنية وهي سورة الضحى تحتمل معنى آخر لهذه الكلمة.

والضحى(1)والليل اذا سجى(2)ما ودعك ربك وما قلى(3)وللاخرة خير لك من الاولى(4)ولسوف يعطيك ربك فترضى(5)الم يجدك يتيما فاوى(6)ووجدك ضالا فهدى(7)ووجدك عائلا فاغنى(8)فاما اليتيم فلا تقهر(9)واما السائل فلا تنهر(10)واما بنعمة ربك فحدث(11)

لنركزانتباهنا على الآيات 6 و 9 ومن ثم 7 و 10 وأخيرا 8 و 11 ، ولننتبه إلى السياق العام والبناء المنطقي لهذه الآيات.
ولنلاحظ أن الآية الأولى تضع الاطار العام والآية المرادفة لها تعطينا ما يترتب على ذلك من أمر أو نهي !! وهذا هو صلب الموضوع


لاحظ الآيتان 6 و 9 ، إنهما تتحدثان عن اليتيم


ألم يجدك يتيما فآوى ؟ ..... فيتبعها وبناء عليها ....... فأما اليتيم فلا تقهر !

الدلالة واضحة في هاتين الأيتين لوجود كلمة مشتركة بينهما هي كلمة " يتيم" !

ولننتقل الآن إلى الآيتن 7 و 10 ....

ووجدك ضالا فهدى ؟ ..... فيتبعها وبناء عليها ..... وأما السائل فلا تنهر !

إن آية السياق تتحدث عن الضلال والهداية ، فمن المنطقي أن تكون آية الترتيب في نقس السياق !
فلماذا الانتقال من سياق الضلالة والهدى إلى سياق التسول ؟ وخاصة أن السؤال يمكن أن يكون في سياق المعرفة والتعلم والهداية ؟

ولكي يستقر في النفس هذا التفسير الشمولي ضمن سياق هذه السورة الكريمة وانطلاقا من أن القرآن يفسر بعضه بعضا ، فإن الآيات 8 و 11 تتحدثان عن معنى متجانس

ووجدك عائلا فأغنى ؟ ..... فيتبعها وبناء عليها ..... وأما بنعمة ربك فحدث

والسياق هنا واضح أنه الحديث عن الجاجة والعوز التي يتبعها النعمة والغني وما يترتب على ذلك
ومع عدم وجود كلمة مشتركة بين الآيتين هنا، فإن السياق والمعنى بغاية الوضوح.


هناك تعليق واحد: