على الرغم من أن الكثيرين لا يميزون بين هذه المصطلحات الثلاثة : التغيير والتطوير والتقدم، إلا أن هناك فروقا واضحة وكبيرة بين هذه المفاهيم وغيرها مما ينتشر في أدبياتنا ونقاشاتنا وأفكارنا خاصة في هذه الأيام. ولعلني ألقي بعض الضوء على هذه الفروقات للتوضيح والفائدة
- التغيير: وهو مصطلح عام يصف أي فعل أو عمل أو عملية مقصودة لإحداث تغير ما في واقع معين
- قد يكون التغيير في واحد (أو أكثر) من معطيات الواقع وتوصيفاته
- قد يكون التغيير ماديا أو معنويا أو كلاهما معالم
- قد يكون التغير كبيرا ملموسا أو صغيرا وغير ملموس
- قد يكون التغيير سريعا أو بطيئاً
- قد يكون التغيير هادئا وسلسا وقد يكون عنيفا ومشوشا
- التطوير: وهو مصطلح يصف سلسلة من عمليات التغيير المتتالية المقصودة والتي تصب في نفس الاتجاه وتنشد غاية واحدة
- ومع أن المفهوم العام الدارج لمصطلح التطوير هو إيجابي ، إلا أنه ليس كذلك بالضرورة
- التطوير كعملية مقصودة يختلف عن التطور الذي قد يكون ذاتيا ضمن القوانين الطبيعية للأشياء
- التطوير والتطور الذاتي قد يكون عملية بطيئة تستغرق وقتا طويلا
- هناك إمكانية لتسريع عملية التطوير ضمن قواعد وأسس يجب مراعاتها
- هناك إمكانية لضبط وإدارة عملية التطوير ضمن أطر زمنية وأهداف كمية قابلة للقياس والتحكم
- التقدم : وصف عام لعملية التطوير التي تسعى لإحداث تغيرات إيجابية مرغوبة ضمن أهداف عامة متفق عليها
- التقدم يكون عادة ضمن مبادرات وبرامج ومشاريع قابلة للتنفيذ
- التقدم يكون عادة ضمن حركة جماعية تستقطب الجهود وتوزع الأدوار ضمن الإمكانيات والظروف
- التقدم قد يكون حركة شمولية تمس كافة الجوانب وقد يكون جزئا ومحصورا ضمن جانب معين أو أكثر
- التقدم موضوع مرغوب بطبيعته يبرره فوائده وآثاره الايجابية على المستفيدين منها
ومن المهم أيضا أن نفهم ميكانيكيات التغيير والتطور والتقدم وأن يكون هناك اتفاق عام على ما هو مقبول منها وما هو مرفوض
- التغيير عبر التطوير (القاعدة العامة) لا عبر التثوير (الاستثناء)
- التغيير عبر الوسائل السلمية الحضارية وليس عبر العنف والجريمة والشرق
- التغيير يجب أن يكون نبيل الوسائل كما هو نبيل الأهداف
- لا يمكن القبول بمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" إذا كانت هذه الوسيلة غير أخلاقية وغير قانونية
- لا يمكن القبول بمبدأ "التحالف مع الشيطان" إن اقتضت الضرورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق