علميا وهندسيا
حصول حدث منفرد مرة واحدة يستغرق فترة زمنية قصيرة ضمن نطاق أو مدى زمني (فترة زمنية) أطول لا يمكن أن يكون حصريا لهذه الفترة الزمنية القصيرة واختزالا للنطاق الزمني الأوسع في هذه الفترة الزمنية القصيرة بالتحديد
بعض الأمثلة للتوضيح
- وجود فترة زمنية مقدارها شهر مثلا لدفع رسوم مالية معينة لجهة عامة أو خاصة .. يعني أن عمليات الدفع في أي وقت طيلة هذا الشهر مقبولة وضمن الشروط الموضوعة ... هذا مع ملاحظة أن عملية الدفع ذاتها لا تستغرق إلا بضع دقائق أو بضع ساعات على الأكثر .. وهي لا تساغرق الشهر كاملا
- وقت الصلاة المفروضة لأي صلاة من الصلوات الخمس لها بداية وقت الصلاة ووقت انتهاء الصلاة .. وهذه المدة تختلف من صلاة إلى أخرى ولكنها وفي كل الأحوال تبقى أطول من وقت الصلاة نفسها .. فوقت الصلاة (من بداية دخول وقتها إلى نهايته) قد يكون بضع ساعات بينما الصلاة نفسها لا تستغرق إلا دقائق معدودات ... ومن صلى الصلاة المفروضة في أي وقت خلال الأفق الزمني لوقت الصلاه فهذا مقبول ويعتبر أداء للصلاة في وقتها
- تأشيرات السفر من الدول الأجنبية لها مدة صلاحية لبدء استخدامها قد يكون شهرا أو 3 أشهر أو 6 أشهر أو سنة أو 3 أو 5 سنوات ... هذا عدا عن المدة المسموحة للبقاء في الدولة الأجنبية من لحظة دخولك إليها إلى لحظة خروجك منها سواء كانت هذه المدة أياما أو أسابيع أو شهورا محددة ... فقد تكون مدة التأشيرة 3 شهور لكي تدخل البلد الأجنبي خلال هذه الفترة .. بينما عملية الدخول قد لا تستغرق إلا ساعات في حال السفر جوا أو بضعة أيام في حال السفر برا أو بحرا
أرجو أن يكون المثال قد صار واضحا
والآن لننتقل إلى عملية الحج نفسها ... وهذا موضوع حساس ودقيق وخلافي بطبعه نظرا لاختلاف الفهم ومدى سيطرة العرف والعادة والموروث الديني فيها
- يقول الله تعالى ... الحج_أشهر_معلومات وهي 3 أشهر (شوال وذو القعدة وذو الحجة وبإجماع العلماء والفقهاء...
- ولكن الحج نفسه وخاصة في أيامنا هذه لا يستغرق إلا أياما معدودة قد تصل إلى 4 أيام أو 5 أيام فقط ... ضمن هذه الشهور الثلاثة ...
فماذا يعني هذا بالضبط ؟
لماذا يعطينا الله أشهر للحج بينما واقع الحال وخاصة في أيامنا هذه اختزل المدة المطلوبة إلى بضعة أيام فقط ؟؟
وهنا تأتي السيرة النبوية .. وتلقي إضاءة إضافية على هذا الموضوع
من المعروف أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يحج إلا مرة واحدة فقط .. ووافق وقوفه في عرفة يوم 9 ذي الحجة .. وكانت أيام العيد - أيام التشريق الثلاثة - هي العاشر والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة .. ولا أدري من حيث المبدأ ومن منطلق العصف الذهني لو أن النبي حج في أيام أخرى خلال أشهر الحج المعلومات التي ذكرها الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم .. هل كان حجه سيكون مقبولا أم لا ؟؟ وأين النص في تحديد فترة الحج ضمن هذه الشهور ؟؟ وإن كان عمل رسول الله هو المرجع الشرعي... ألا يكون الحج في ذي القعدة معتبرا لو قام به النبي في ذلك الشهر بدلا من ذي الحجة ؟؟
ولو حج النبي مرة ثانية أو عدة مرات وكررها في نفس اليوم لوقوف عرفة ولنفس الأيام بالنسبة لأيام التشريق .. لوضح الأمر وتم تثبيت التواريخ .. ولانتهى النقاش في هذا الموضوع .. وإن كنا لا نزال نحتاج تفسبرا لما هو مقصود الله من قوله "الحج أشهر معلومات" !!
أما وإن هذا لم يحدث ... ولم يحج النبي مرة ثانية أو ثالثة لنرى إن كان سيحج في نفس الأيام أم لا ... فإن السؤال يبقى قائما وأكثر إلحاحا .. وما هو المقصود بقوله تعالى "الحج أشهر معلومات" إذا كنا سنختزلها في بضعة أيام ضمن هذه الشهور المعلومات ... ونحولها من أشهر معلومات إلى أيام محدودات من خلال هذه الممارسة !!
هذا ... والله أعلم !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق