الجمعة، 1 يونيو 2018

اختلاف توقيت الافطار بين السنة والشيعة مثال على تفاوت الفهم للنص الديني

توقيت بداية ونهاية الصوم اليومي في شهر رمضان

الأصل هو من مشرق الشمس إلى مغربها ... (إلا إن كان لدى أي شخص اعتراض على ذلك أو تصحيح له) !!
وأذكر أنه أثناء عملي في المنطقة الشرقية في السعودية أنني سمعت أحد زملاء العمل من الطائفة الشيعية الجعفرية يقول أننا (أي أهل السنة) نتعجل في الافطار ولا ننتظر مغيب الشمس تماما ... بل نكتفي بغياب قرص الشمس فقط لنعلن مغسي الشمس وبداية وقت الافطار !! وكان رأيه (وربما يكون هو أيضا الرأي الشرعي للمذهب الجعفري) أنه يجب الانتظار لكي تغيب الشمس تماما أي يغيب أيضا الشفق الأحمر التابع لها وينتهي الفضاء (النور النهاري المتولد من الشمس) وبداية حلول العتمة حتى نقول أن الشمس قد غابت حقيقة !!
تذكرت هذا القول بعد كل هذه السنوات لسبب بسيط ... وكنت قد اعتبرته طيلة السنوات الماضية شكلا من أشكال الاختلاف الموجود بين السنة والشيعة كمثل إسبال اليدين أثناء الصلاة أو المسح على القدمين أثناء الوضوء بدلا من غسلهما ,, وما إلى ذلك ...
أقول تذكرت هذا الموضوع بعد كل هذه السنوات بسبب معلومة جديدة بالنسبة لي أن في بعض الدول الأوروبية الشمالية أن هناك فترة تصل إلى ساعتين ما بين الأذانين الأول والثاني ... أو ما بين وقت الامساك ووقت صلاة الفجر !! ... وهي مدة طويلة بالتأكيد !! وهذا يعيدني إلى موضوع هذا المنشور وهو كيفية تحديد وقت الامساك ووقت الافطار بناء على الأصل وهو شروق الشمس وغيابها أو غروبها !!
طبعا ... نحن سمعنا عن موضوع الفجر الصادق (وكأن ما قبله هو فجر كاذب !!) ولكننا لم نسمع عن الغروب الصادق والكاذب أسوة بموضوع الفجر !! ولكنننا نستطيع أن نستأنس بشيئين هامين وهما
  1.  حقيقة أن ابن أم مكتوم كان هو من يؤذن أذان الفجر الصادق الذي يحدد وقت الامساك .. وكان بن أم مكتوم أعمى .. فكان لا بد أن يخبره غيره من الناس أن الفجر قد جاء ... لكونه لا يستطيع بنفسه أن يتبين وقت الفجر !!
  2. قول الله تعالى ... "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ" ... وهذا يحصل - كما يعرف الجميع - قبل ظهور قرص الشمس وقبل ظهور الشفق الذي يسبق ظهور قرص الشمس !!

وعلى هذا فالموضوع لا يزال معضلا من وجهة نظري الشخصية ما بين وجهني نظر وممارستين مختلفتين ما بين سنة هذا العصر وشيعتهم .. مع أن النص القرآني والسيرة النبوية - في هذا الجانب بالتحديد - مشتركة ولا خلاف عليها !!
أهل السنة يبدون متشددين في وقت الامساك ومتساهلين في وقت الافطار بينما أهل الشيعة يبدون متشددين أكثر في وقت الافطار ... ولا أدري حقيقة عن ممارستهم في وقت الامساك مقارنة بأهل السنة
الجانب الآخر في هذا الموضوع أننا كمسلمين أولا وأخيرا قبل أن نكون سنة وشيعة لدينا نصوص مرجعية من القرآن الكريم ومن السنة النبوية يمكننا الاستدلال بهما على التوقيت الصحيح لهذين الوقتين .. وقت الامساك ووقت الافطار .. وهذه النصوص أعلى منزلة ومرجعية من آراء العلماء والمجتهدين والمفتين !!
ما توصلت إليه في هذا الموضوع (وهو رأي شخصي أولا وأخيرا يحتمل الخطأ والصواب) أن موضوع تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر هو القاعدة المرجعية في تحديد وقت الامساك ... ويمكن القياس عليها من مبدأ المماثلة والمناظرة تحديد وقت الافطار .. وهما في الحالتين مظاهر تتعلق بظهور الشمس وغيابها بكليتها وكل ما يرافقها وليس قرص الشمس فقط !!
ولعل مما يدعم هذا الرأي قول النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الصدد
"لا يَمنَعنَّكَم أذان بِلال من سُحُورِكم فإنَّه يُنادِي بِلَيْل فكلُواْ واشربُواْ حتى أذان ابن أمِّ مَكتُوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر"
ولعله أفضل وأسلم - بناء على هذا الفهم - أن نتروى قليلا في وقت الافطار وأن ننتظر حنى مغيب شفق الشمس أو حتى نهاية الأذان على الأقل !! هذا مع ملاحظة أن التأخر في وقت الافطار لا يبطل الصوم ... ولكن التبكير غنه إلى وقت مشكوك فيه قد يفسد الصوم ويبطله !
وأعود إلى صيام أهل شمال أوروبا ... فلعلهم يجدون في هذا الفهم سعة في الأمر ويبدأون إمساكهم مع وقت صلاة الفجر !!
هذا والله أعلم !!

ليست هناك تعليقات: