الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

المهراجا والفيل وسوق الخضار

تحكي الأساطير الهندية أن أحد مهراجات الهند كان عنده فيل صغير مدلل يحظى بمكانة خاصة في قلب المهراجا،  ولم يكن أحد يستطيع أن يسيء إلى الفيل أو أن يذكره يالسوء أمام المهراجا ، وإلا فالويل له !

وكان الفيل الصغير يمارس هوايته المفضلة بالنزول إلى سوق الخضار، يأكل ما يشاء بغير حساب، ويتلف ما يشاء ، ويدمر ما يشاء في سوق الخضار دون أن يجرؤ أي شخص على  "محاولة" إيقاف الفيل لعلمهم بمكانته لدى المهراجا، وخشيتهم من أن يصل هذا الخبر إلى أسماع المهراجا فيأمر باستدعائهم ليحاسبهم وربما يسجنهم  بسبب هذه الاساءة إلى شخص المهراجا بالتعرض إلى الفيل المحبب لقلب المهراجا ,,,

كبر الفيل، وزادت زياراته إلى سوق الخضار، وزادت كمية الخضار والفواكه التي يأكلها، وصار حجمه أكبر، فصار الضرر والتخريب الذي يحدثه في السوق أكبر وأكبر.  نفذ صبر الناس أصحاب البسطات والمحلات واتفقوا على الخروج في مسيرة (مظاهرة) إلى قصر المهراجا لعرض الموضوع عليه والطلب منه أن يكف عنهم هذا الفيل وأذاه

خرجت المظاهرة وسارت باتجاه قصر المهراجا ... وكان في مقدمتها شاب متحمس يهتف والناس يرددون من خلفه ...
  • "يسقط فيل المهراجا " , 
  • "فيل المهراجا خرب بيوتنا"
  • ا سكوت على فيل المهراجا بعد اليوم"  ....
اقتربت المسيرة من قصر المهراجا، فأطلق الحراس النار في الهواء لتحذير المتظاهرين ومنعهم من الاقتراب من القصر.  خرج المهراجا من قصره ليستطلع سبب إطلاق النار .. رأى الشاب أمام القصر فقال له "تقدم واعرض مشكلتك" .. 

تقدم الشاب وقال " أنا والمتظاهرين اللي معي بدنا نحكي عن الفيل ..." فقاطعه المهراجا .. "أي متظاهرين ؟؟  ما في غيرك "  نظر الشاب  خلفه فرأى أن الناس خافوا لما صار إطلاق النار وهربوا ولم يبق منهم أحد ...

نظر إلى المهراحا الذي سأله .. " ماذا كنت تريد أن تقول عن الفيل ؟؟

أدرك الشاب أن الصورة قد تغيرت والأوضاع انقلبت بفرار هؤلاء الناس .. فقال الشاب للمهراجا .. 

"لقد لاحظنا أن الفيل - أطال الله عمره - قد صار كبيرا يافعا ,,, وآن الأوان أن نجد له زوجة تناسبه، ولعل مولانا يشوف له أفيال صغيرة يدخلوا الفرح والسرور إلى قلبه 

فقال له المهراجا ,,, فكرة جميلة ولكن ماذا عن طعام هؤلاء الأفيال ؟؟ 
فقال له الشاب ..  هل نسيت يا مولانا .. عندنا سوق الخضار .. بكفي وبوفي !
فقال المهراجا ,,,  ولكني سمعت إنه في هناك تذمر وشكاوي من الفيل والخضار والفواكه التي يأكلها من سوق الخضار ...
فقال له الشاب ... " سوق الخضار، والخضار والفواكه ، وأصحاب السوق كلهم فدا الفيل وزوجته وأطفاله .. إحنا رقبتنا سدادة يا مولانا ...

سر المهراجا من هذا الشاب واندفاعه وكرمه وحبه للفيل .. فأمر بتعيينه مسؤولا عن سوق الخضار منذ ذلك اليوم !!

ليست هناك تعليقات: