مصداقا لقوله تعالى : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .. وفي هذه الآية ربط منطقي شرطي لحصول التغيير (من الله تعالى) #النتيجة بحدوث التغيير في الناس أولا #السبب ... وهكذا ترتبط النتائج بالأسباب .. ولا تأتي بالبراشوت من السماء كما يتصور البعض !!
وفي الحديث التبوي الذي يبين تغييرالمنكر باليد أو باللسان أو بالقلب .. فهذا لا يؤخذ بالجملة على علاته كما يتصور البعض أيضا ...
ومن حيث المبدأ ... ينقسم المجتمع إلى 3 مستويات
- مستوى الحكام وأولي الأمر ... وهم المطالبون بالتغيير باليد .. وهذا شيء منطقي نظرا لتوفر السلطة والقوة والنهي والأمر وسن القوانين وإنفاذ التشريعات والمحاسبة وما إلى ذلك ...ويندرج في هذا المستوى أيضا كل الأجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية والوزارات والدوائر الحكومية ...
- مستوى العلماء ,,, وهم المطالبون بالتغيير باللسان ,,, وهذه كناية عن الفكر والعلم والدراية والوعي والخبرة والمعرفة والجرأة في الحق .. وعدم خشية أحد أو لوم أحد أو عقوبة أحد في قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأسلوب علمي ثقافي فكري يتسم بالسلمية والحضارة والمحاججة بالمنطق والاقناع بالقول وإقامة الحجة بالديليل والبرهان والحقائق والوقائع والأرقام ... ويندرج ضمن هذا المستوى الشخصيات العلمية والفكرية والسياسية والنخب الثقافية والأحزاب والجمعيات والصحافة والاعلام وكل من له قوة وتأثير وإقناع دون أن يكون في مستوى السلطة والحكم
- مستوى عامة الناس ... وهم المطالبون بالتغيير بالقلب .. بعدم تأييد الباطل وتثبيط وتخذيل من هم على الحق ... وهؤلاء الناس يجب أن يكونوا حياديين إيجابيين على الأقل تجاه التغيير المطلوب .. وحياديين سلبيين تجاه المنكروالباطل والفساد .. وهذا يجب أن ينعكس في مواقفهم القولية والعملية تجاه ما يجري حولهم ولهم وبهم ... ولا يقبل منهم أن يكنوا متفرجين لا مبالين وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد
والمهم هنا في سياق هذا الحديث عدم الخلط بين الأدوار .. فكل له دوره حسب موقعه وحسب ما بيده من قدرة واستطاعة ... وحسب أي مستوى يتواجد فيه ... فلا يطلب من عامة الناس أن يغيروا باليد ... لأن هذا ليس بيدهم أصلا ... ولا يطلب من أهل العلم الانكار القلبي فقط ,,, فمسؤوليتهم أكبر من ذلك .. وهم قبل غيرهم مسؤولون يوم القيامة عن علمهم ماذا فعلوا به ... ولا يقبل من أهل السلطة والحكم والقوة والنفوذ أن يتخلوا عن دورهم في التغيير باليد ,,, ويصبحوا وعاظا مثلا .. أو ينضموا إلى المتحسرين على الأحوال وبيدهم أمر تغييرها ولو ضمن الحد الأدنى
وفقني الله وإياكم إلى فهم خقيقة التكليفات الدينية بشكلها الصحيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق