هذه الصفحة مخصصة للومضات التجديدية التي يفتح الله بها علينا من خلال النظر في الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وإسقاطات ذلك على جوانب الحياة المختلفة وعلومها وثقافاتها
كيف يمكن بناء المجتمع الاسلامي المتعاضد ؟
- يقول النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا تألم منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"
- ما أحب أن ألفت الانتباه إليه في هذا الحديث النبوي الشريف هو الجانب العملي التطبيقي لكيفية تحويل الشعار إلى حقيقة واقعة. فهذا الحديث الذي يأتي بصيغة "الخبر الذي يفيد الطلب" يتطلب منا كمؤمنين أن ننفذ هذا الطلب ونعيشه كواقع ملموس. ولكن كيف ؟
- هل يتم هذا بالنوايا الحسنة ؟
- هل يتم هذا بالجهود الفردية ؟
- هل يتم هذا من خلال الجمعيات والأعمال الخيرية ؟
- هل يتم هذا من خلال الزيارات والجولات التي تقوم بها جماعات الدعوة والتبليغ ؟
- دعنا نعود إلى نص الحديث ونلاحظ الصورتين المتضمنتين فيه ...
- صورة المطلوب منا ، وهي المجتمع المتراحم المتواد المتعاطف المتضامن التي نريد أن نصل إليها
- الصورة التقريبية التي تقارن المجنمع المطلوب بالجسد البشري الحي ... وهذا هو مفتاح الحل وضعه رسولنا الكريم في نص الحديث نفسه كإشارة لنا لنستوعبها ونبحث فيها للوصول إلى الحل المطلوب
- لسبر أغوار الصورة المجهولة (المطلوبة) ما علينا إلا أن نستكشف الصورة الثانية المعلومة والمشهودة للجميع في كل زمان ومكان ... فكيف تتم عملية التداعي بالحمى والسهر تجاوبا لمعاناة أو شكوى أي عضو من هذا الجسد الحي ؟
- هناك مراكز استشعار وتحسس للمشاكل (المعاناة والألم) منتشرة في جميع أنحاء الجسم
- هناك شبكة أعصاب تنقل الشعور بالمعاناة من أي مكان في الجسم (مهما صغر أو قلت أهميته) بسرعة كبيرة جدا (سرعة فورية) لضمان التعامل مع المشكلة في وقت قياسي لإيقافها واحتوائها والحد من الأضرار المترتبة عليها
- هناك مراكز إدراك واستيعاب وفعل تتركز في الدماغ تتولى إنشاء وتنفيذ خطة التعاطي مع المشكلة حسب مكانها وحجمها وتأثيرها
- هناك شبكة - قد تكون نفس شبكة الأعصاب المذكورة أعلاه أو غيرها- لنقل الأوامر الصادرة من الدماغ لسائر أجزاء الجسم وتتميز أيضا بالسرعة والكفاءة والشمولية
- هناك درجة عالية من الانصياع والاستجابة في سائر أجهزة الجسم لأوامر الدماغ تقوم بتنفيذ الأوامر المستعجلة القادمة من الدماغ بالتوقيت المطلوب والحجم المطلوب والشكل المطلوب
- نأتي الآن لتطبيق البنود في النقطة السابقة على المجتمع لإيجاد ما يناظر هذه الأعضاء/الأجهزة/الميكانيكيات/الإجراءات في الوضع المطلوب للمجتمع المتماسك المتراحم المتعاون المتواد والمتضامن
- ما الذي يناظر أجهزة تحسس الألم والمشاكل ؟ هل يمكن أن تملأ الصحافة والإعلام هذا الدور ؟ هل تسهم سياسة الباب المفتوح في هذا الموضوع ؟ هل نشجع حرية الرأي ؟ والجرأة ؟ والموضوعية ؟ والصدق ؟ للوصول إلى "تحسس" أفضل للمشاكل والآلام في المجتمع ؟ هل نحتاج إلى الدراسات والأبحاث والحقائق والأرقام للوصول إلى هذه المشاكل والآلام ؟ وهل ؟ وهل ؟ وهل ؟
- ما الذي يناظر شبكة الأعصاب لنقل الصورة عن الآلام والمشاكل بسرعة وكفاءة ؟ هل هي شبكات الاتصالات والمواصلات والتقنيات المصاحبة لها ؟ هل هي وسائل الاعلام والتلفزة والفضائيات ؟ هل هي شبكات التواصل الاجتماعية ؟ هل هي ثقافة المواجهة الصريحة بدلا من ثقافة الكذب والنفاق ومسح الجوخ والتدليس والغش والخداع التي تمارسها البطانة ؟ وهل ؟ وهل ؟ وهل ؟
- ما الذي يناظر الدماغ في تلقي رسائل الألم والمعااة والمشاكل والتعامل معها دون إبطاء أو تجاهل أو إهمال ؟ هل هي الأجهزة التنفيذية في الحكومة والدولة ؟ هل هي مؤسسات التكافل الاجتماعي ؟ هل من الأفضل التعامل مع هذه المشاكل بصورة مركزية أو بصورة موزعة ؟ وهل ؟ وهل ؟ وهل ؟
- أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت إلى حد ما ... وسيكون من المناسب استكشاف أبعاد هذا الحديث من ناحية تطبيقية وبالتفصيل المطلوب وبالشمولية المطلوبة للوصول إلى الغاية المنشودة من هذا الحديث النبوي الشريف
- هل المطففون كفار مجرمون يستحقون الدخول في النار ؟
ويل للمطففين(1)الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون(2)واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون(3)الا يظن اوليك انهم مبعوثون(4)ليوم عظيم(5 )يوم يقوم الناس لرب العلمين(6)كلا ان كتاب الفجار لفي سجين(7)وما ادريك ما سجين(8)كتب مرقوم(9)ويل يوميذ للمكذبين(10)الذين يكذبون بيوم الدين(11) وما يكذب به الا كل معتد اثيم(12)اذا تتلى عليه ءايتنا قال اسطير الاولين(13)كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون(14)كلا انهم عن ربهم يوميذ لمحجوبون(15)ثم انهم لصالوا الجحيم(16)ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون(17)كلا ان كتب الابرار لفي عليين(18)وما ادريك ما عليون(19)كتب مرقوم(20)يشهده المقربون(21)ان الابرار لفي نعيم(22)على الارايك ينظرون(23) تعرف في وجوههم نضرة النعيم(24)يسقون من رحيق مختوم(25)ختمه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنفسون(26)ومزاجه من تسنيم(27)عينا يشرب بها المقربون(28)ان الذين اجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون(29)واذا مروا بهم يتغامزون(30)واذا انقلبوا الى اهلهم انقلبوا فكهين(31)واذا راوهم قالوا ان هؤلاء لضالون(32)وما ارسلوا عليهم حفظين(33) فاليوم الذين ءامنوا من الكفار يضحكون(34)على الارايك ينظرون(35)هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون(36)
السورة تتحدث عن المطففين وتتهددهم بالويل من أي كلمة فيها ، وهي تتدرج في وصفهم وبيان حالهم وما بنتظرهم من سوء العاقبة. ولوتتبعنا تدرج الأوصاف لهذه الفئة من الناس كما أوضحت من خلال تلوين هذه الكلمات بالأحمر. وانطلاقا من أن القرآن يفسر بعضه فمن المفيد لنا ونحن نحاول أن ندرك المفهوم الشمولي لهذه السورة وهي تتحدث عن ظاهرة التطفيف والمطففين أن نرى التدرج في وصف هذه الفئة من الناس بأنهم مطففون ، فجار ، مكذبون، معتدون آثمون ، مجرمون وكفار !
ولونظرنا في التفاسير "التقليدية" المتوارثة لهذه الآية، لوجدناها تتكلم عن "زيادة الوزن عند الأخذ" و "نقصانه عند العطاء" وكأن الموضوع "مجرد زيادة أو نقصان في عملية وزن حسية مادية" لنوع أو آخر من البضائع. نحن لا نستهين بهذا التفسير ولا نستخف بقيمة دقة الوزن في أسواقنا وبضائعنا ، ولكن هل هذا هو كل الموضوع ؟
,إذا كان هذا هو الموضوع، فلم التدرج في وصف فئة المطففين من مجرد متلاعبين بالوزن ليصبحوا فجارا ومعتدين وكفارا آثمين ومكذبين بيوم الدين، ولم تهديدهم بالويل وبنار جهنم ؟
هل أن الأمر أكبر من المخالفة الفردية البسيطة ؟ هل يمتد المفهوم ليصبح جريمة اقتصادية تمس بالناس والمجتمع واقتصاد الدولةالاسلامية الرشيدة ؟
هل يمتد هذا ليشمل الاحتكار والتلاعب بالأسعار والغبن الفاحش ؟
وهل يمتد هذا المفهوم ليشمل الأشياء غير المادية كأسعار الأسهم والسندات والأسواق المالية وما يحصل فيها من مضاربات وخداع وغش لرفع الأسعار عند البيع ولخفضها عند الشراء ؟ وما يترتب على ذلك من خراب للبيوت وانهيار للمؤسسات والاقتصاديات للدول الضعيفة والناشئة في العالم ؟
ولو صح كل هذا ،
أفلا يكون هؤلاء المطففين المفسدين في الأرض من الكفار الذين يستحقون لعنة الله والخلود في جهنم وبئس المصير ؟
مخطط للنهوض بالأمة من 3 محاور
كنت في رحلة حج حين سمعت من أحد الأساتذة جملة موجزة محكمة عن واقع الأمة المتردي والذي لا يرضي صديقا ولا يغيظ عدوا فقال "مصيبة الأمة في ثلاث: خيانة الحكام ، جبن العلماء وجهل العامة" ولعمري أنها فعلا جملة موجزة محكمة ومن أفضل الأمثلة على مقولة أن خير الكلام ما قل ودل.
ولكني - واعذروني في ذلك - فقد أحببت أن أتعمق في هذه المسألة وأحول الجملة من الانطباع السلبي الذي تعطيه للوهلة الأولى إلى شكل أكثر إيجابية وأكثر تفاؤلا ... وذلك من خلال عكس المعاني السلبية في العناصر الثلاث إلى أضدادها لنضع ملامح خطة للنهوض بالأمة ونقلها إلى مستقبل بهي مشرق يليق بها وبمكانتها المستقبلية في العالمكلمات التوصيف الثلاثة في الجملة المذكورة هي "خيانة" و "جبن" و "جهل" ولو أخذنا هذة الجملة على عموميتها وقلبنا هذه الأوصافإلى عكسها لتصبح "إخلاص" و "جرأة" و "وعي" فإننا سنصل إلى المعنى الايجابي المطلوب. وهذه الأوصاف على قسوتها فهي في عمومها صحيحة ولا يجب تمييعها بوضع الاستثناءات الكثيرة والمتعددة فنحن نعرف أن الحكام ليسوا كلهم خونة، والعلماء ليسوا كلهم جبناء، وعامة الناس ليسوا كلهم جهلة. ولكن هذه هي الصفات الغالبة في الوضع الحالي للأمة.ولو نظرنا إلى الرسم التوضيحي المرفق ، فهناك علاقة أخرى وهي العلاقة السببية التي يحب أن ننتبه إليها بين العناصر الثلاثة المذكورة في سياق تخلف الأمة حاليا أو في سياق نهضتها المستقبلية ، وستتوضح علاقة الأسباب بالنتائج في هذا التوصيف من خلال بعض النقاط المعروفة والمنطقية
- الحكام : كلمة عامة لأصحاب الحكم والسلطة والقوة الفاعلة في تسيير أمور الناس ، وهي ليست مقصورة على رأس الدولة (الملك، الرئيس، الأمير، السلطان) فقط بل تشمل الوزراء وكبار المسؤولين في الأجهزة التنفيذية والقضائية والتشريعية
- العلماء: ليس فقط علماء الدين والشريعة ، بل كافة العلماء في مختلف المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها ، فالعلم هو نقيض الجهل، والعلماء هم من لديهم علم ما يفتقر إليه الآخرين . كما أن كلمة العلماء تتجاوز الصفة الفردية لتشمل المجموعات والنخب والأحزاب والتكتلات ممن لديهم علم ما ومقدرة معينة على التأثير (الايجابي أو السلبي) في الآخرين
- العامة: تشمل عامة الناس ممن ليسوا من طبقة الحكام ولا من طبقة العلماء فهم لا يمتلكون القوة والسلطة ولا العلم ولا القدرة على التأثير .. فهم متلقون من غيرهم وهم يتأثرون بغيرهم ولكنهم غالبية المجتمع، فهم قد يتجاوزون 80% من المجتمع على أقل تقدير
لاحظ أن عدل الحكام - العنصر الأول - (أو ظلمهم) وصلاحهم (أو فسادهم) وأمانتهم (أو خيانتهم) ترتبط بشكل مباشر وتنعكس إيجابا (أو سلبا) على عامة الناس - العنصر الثالث- فهم المستفيدون (أو المتضررون) الرئيسيون من صلاح الحكام أو فسادهم ، وهم من يداقعون عن الحكام العادلين ويتبثبتوهم في مواقع السلطة وهم نفسهم من ينقمون على الحكام الفاسدين ويثورون عليهم وينزعونهم من كراسيهم سلما (من خلال العملية الديموقراطية) أو حربا (من خلال الثورات والتمرد والعصيان المدني) .أما العلماء -العنصر الثاني- فدورهم خطير وحساس ، فهم إما أن بخلصوا لمبادئهم وإما أن يبيعوها ويضربوا بها عرض الحائط تحت تأثير سياسة الترغيب والترهيب التي غالبا ما يلجأ إليها الحكام -العنصر الأول- لضمان ولاء العلماء لهم ولحكمهم. والعلماء نوعان، فهناك "العلماء ورثة الأنبياء" وهناك "علماء السلطان" وشتان ما بين الاثنين. فالعلماء عليهم عدة واجبات- تنوير عامة الناس وتوعبتهم بالمفهوم العام للتوعية والعلم بكافة أشكاله وأنواعه
- مساعدة الحكام - في حال صلاحهم وإخلاصهم - ودعمهم بكل الوسائل الممكنة المادية والمعنوية ضمن دائرة علومهم المادية والمعنوية وفي كافة المجالات
- نصح الحكام - في حال الانحراف - وتبصيرهم بعواقب الفساد والمفسدين بجرأة لا تصل الوقاحة والتجريح الشخصي وبأدب لا يصل حد النفاق وقلب الحقائق
- إذا لم يتعظ الحكام - المنحرفون- بالقول اللين واستمروا في انحرافهم وفسادهم ، فعلى العلماء التصدي لهم مباشرة - إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر - كما أن العلماء يستطيعون أن يقوموا بواجب "التثوير" بعد أن قاموا بواجب "التنوير" وذلك من خلال التوجه إلى الجماهير للاحتجاج والاضراب والاعتصام السلمي وصولا إلى العصيان المدني حتى يعتدل الحاكم المنحرف أو يعتزل.
أما العنصر الثالث - عامة الناس - فهم ليسوا أقل أهمية ولا أقل تأثيرا ، فهم من يطيعون الحاكم - العادل - ويكونون له سندا وعونا ، وهم من يتمردون على الحاكم الظالم حتى يعتدل أو يعتزل ، وهؤلاء العامة -الجماهير- عليهم واجبات عديدة- الاستماع للعلماء والتعلم منهم ورفع درجة الثقافة والوعي العام لديهم ، فلا يكونون إمعة - إن أحسن الناس أحسنوا ، وإن أساء الناس أساءوا - ولا يكونون كما يقول المثل - معاهم معاهم / عليهم عليهم "
- معرفة الحقوق والواجبات تجاه الحكام وتحاه العلماء وتجاه بعضهم البعض .. فإن الحقوق من وجهة نظر البعض هي واجبات على البعض الآخر ... ولا تؤدى الحقوق حتى تنفذ الواجبات ، فنحن لا بد أن نعطي قبل أن نتوقع أن نأخذ
- الاستجابة للعلماء المخلصين الصادقين ورثة الأنبياء ونبذ علماء السلاطين
- الانخراط في أحلام الأمة وطموحاتها ورؤيتها المستقبلية المشرقة و تطويع أحلامهم الشخصية ودوافعهم الذاتية ومحفزاتهم الداخلية لكي تكون في تناغم وانسجام تام مع الأمة وأهدافها وطموحاتها.
الوسطية ليست وسطا حسابيا وليست وسيطا مكانيا
هناك الكثير الكثير مما يقال عن وسطية الإسلام ولكن بشكل مشوه لا يعكس المعنى الحقيقي لهذه الوسطيةالبعض يفهم الوسطية كما لو كانت الوسط الحسابي لقيمتين فعلى سبيل المثال الوسطية في معدل درجات الحرارة في العالم حيث ينظر إلى منطقتنا كمنطقة معتدلة الحرارة والطقس قياسا بالمناطق الحارة جدا والمناطق الباردة جدا ! ومنهم من ينظر إلى الوسطية من ناحية جغرافية حيث أن منطقتنا تأتي في الوسط بين الشرق والغرب ... وهذا كلام جميل قد ينطبق جغرافيا وفيزيائيا ولكنه كلام زائف ومبني على المغالطة حين يأتي الكلام عن وسطية الاسلام لأن الاسلام ليس محصورا في رقعة جغرافية محددة حيث يمكن أن يكون هناك مسلمون في أقاصي الشرق والغرب وفي المناطق الحارة والمتجمدة أيضاالبعض الآخر يفهم وسطية الاسلام في الناحية العقائدية فيقول أن الاسلام حالة وسط بين الرأسمالية والاشتراكية ، أو أنها حالة وسط بين الملكية أو الجمهورية ، أو بين الدكتاتورية والديموقراطية ... وهذا الكلام وإن كان يحتوي بعض الإيجابيات إلا أنه يحتوي بعض المحاذير أيضا .. وكأن الاسلام ووسطية الاسلام يمكن أن تكون حالة "البين البين" طيلة الوقت ، وموقف اللا موقف ، وانعدام اللون والطعم والرائحة وغيرها من الخواص المميزة لكل شيء في عالمنا هذا- هل الوسطية تعني الوسط بين الخير والشر ؟
- هل الوسطية تعني الوسط بين الإيمان والكفر ؟
- هل الوسطية نعني الوسط بين العز والذل ؟
- هل الوسطية تعني الوسط بين الشجاعة والجبن ؟
- هل الوسطية تعني الوسط بين البخل والكرم ؟
الجواب واضح ، وإذن فلننسى فكرة الوسط الحسابي والوسيط المكاني والجغرافي ، فليس هذا المقصود بوسطية الإسلامولننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى ...- هل لاحظتم أين يجلس زعيم القوم وأكثرهم مكانة في قومه ؟ هل يجلس في الوسط ؟ أم في الطرف ؟
- ما صفات الخرزة التي توضع في وسط العقد ؟ أليست أكبرها وأجملها وأكثرها تميزا ؟
إذن الوسطية تعني الخيرية وتعني الأفضلية وتعني التميز .. ولا تعني الحيادية والسلبية وميوعة المواقف واللا مبالاة ، كما أنها لا تعني الرضى والقناعة بالوسط الحسابي ولا الوسيط المكاني بين ماهو جيد وما هو سيء .. بل إنها تعني أن نكون الأقضلوهناك أيضا من يحاولون أن يسوقوا وسطية الإسلام على أنها نقيض التطرف الفكري والعقائدي وأنها رفض للعنف .. وخلطوا المفاهيم في هذا السياق فجعلوا الايمان تطرفا والجهاد إرهابا ومقاومة المحتل والاحتلال خروجا على الطبيعة السلمية للإسلام ... ففتحوا بوعي أو دون وعي بابا للذل والروح الانهزامية والعقلية الاستسلامية ... وكل هذا تحت مسمى وسطية الاسلام ... والاسلام ووسطيته براء من كل هذا التزييف والدس والخداعوسطية الاسلام في روحها وأصالتها تعني التميز والتقدم والسعي للأفضل وعدم الاكتفاء بما هو متاح ، وهذه الوسطية تعني الخيرية والقيادة الواعية والقدوة الصالحة داخليا وخارجيا ، وهذه الوسطية تعني الحق والجمال والشجاعة والكرم وعزة النفس ... وبهذا لا نكون واسطة العقد ... بل واسطة الأمم ونحتل في وسطها مكانا مميزا نستحقه بروحنا وعملنا وصدق نوايانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق