السبت، 28 مايو 2011

المغلفات الثلاثة والحلقة المفرغة

يحكى أن أحد المدراء أراد أن يساعد خليفته في الإدارة  من خلال ثلاث مغلفات مرقمة على التوالي 1 ، 2 ، 3 وأوصى المدير الحديد أن يستخدمها عند الضرورة وبالتلسلسل المذكور.  مرت بضعة شهور وبدأ المدير الجديد يشعر بأن هناك حالة من التململ في صفوف الموظفين لعدم شعورهم بأي تغيير مهم منذ تعيين المدير الجديد.  فكر المدير قليلا وتذكر المغلفات الثلاث ، فتناولها وفتح المغلف الأول ووجد هذه العبارة (ألق اللوم علي)  فما كان من المدير الجديد إلا أن عقد اجتماعا عاما حضره جميع الموظفين ، وكما هو في المغلف الأول، فلم يقصر المدير الجديد في إلقاء كل اللوم على الإدارة القديمة وفشلها الإداري وعدم كفاءتها ..  إلخ ... إلخ ... إلخ ، وكذا لم يقصر المدير الجديد في إغداق الوعود ورفع الآمال بأن ذلك عهد قد ولى وأن التغيير قادم وسيلمسه الجميع عندما يرون التطوير والتحسين والتقدم القادم على الطريق

مرت بضعة شهور أخرى دون أي  تقدم يذكر، لم يرى الموظفون أي تقدم ولم يلمسوا أي تحسن ، حيث أن الوضع استمر على ما كان عليه في العهد الماضي ، ارتفعت الأصوات بالتذمر ووصلت إلى الجهات العليا حيث أوعزت هذه الجهات للمدير الجديد بضرورة القيام بإجراءات جذرية لاحتواء الوضع وتقديم نتائج ملموسة.  فكر المدير الجديد قليلا ثم فتح المغلف الثاني ليجد فيه هذه الكلمات (حان الوقت لإعادة الهيكلة، ، عليك فإجراء بعض التغييرات الإدارية)  فكر المدير قليلا وأصدر أوامره بفصل بعض الموظفين (خاصة أولئك الذين عارضوه بشكل علني واحتجوا على عدم قيامه بأي شيء، وعين بعض الموظفين الجدد (من أصدقائه ومعارفه طبعا) ثم أعاد توزيع المناصب الإدارية - على طريقة إعادة توزيع الطواقي - على نفس الوجوه والأشخاص ... وأبلغ الجهات العليا بهذه التغييرات الجذرية

الورطة التي وقع فيها المدير الجديد هي أنه فشل في التعامل مع المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المؤسسة/الشركة ولم يستطع أن يدخل بعمق في التغيير المطلوب، فكان كل ما عمله إجراء تجميليا على السطح، ولم يحدث أي تغيير جذري ... فما هي إلا شهر أو شهران حتى ظهرت نتائج هذه الإحراءات وبشكل درامي مأساوي لا يمكن تغطيته ولا تجاهله ولا إنكاره ولا التستر عليه. أسرع المدير الجديد إلى المغلف الثالث  وفتحه بسرعة ليجد فيه الكلمات التالية (إنتهى دورك واستنفذت كل ما لديك، أكتب 3 مغلفات جديدة للمدير الجديد) .. انتهى 

 

ليست هناك تعليقات: