الثلاثاء، 1 مايو 2012

الإختلاف والتشابه بين عمران حسين وعدنان إبراهيم

بعد الإستماع إلى عدد من محاضرات الشيخ عمران حسين والتي تركز على مواضيع "علم آخر الزمان" من وجهة نظر إسلامية، إستمعت لخطب جمعة للدكتور عدنان إبراهيم فوجدت أنها تتقاطع إختلافا وتشابها مع الشيخ عمران حسين وما توصل إليه فيما يتعلق بنبوءات المستقبل والتي تستند إلى موروث ضخم من الأحاديث النبوية في هذا الموضوع .   فالشيخ عمران حسين يكاد يقطع يقينا أن كل ما يجري في عالمنا المعاصر وخاصة في القرنين الأخيرين قد تم التطرق إليه في الأحاديث النبوية المتعلقة بآخر الزمان وعلامات الساعة وما إلى ذلك. أما الدكتور عدنان إبراهيم فهو يستند إلى القرآن الكريم لينفي وينسف أسس المنهجية التي يستند إليها الشيخ عمران حسين في تحليلاته ونظرته المستقبلية للتطورات السباسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها.

أنا لن أكرر مقولات الشيخين هنا ، ولن أنصب نفسي حكما في هذا الخلاف ولكنني سأذكر بعض الملاحظات الشخصية التي كونتها من خلال الإستماع لكلا الطرفين.
  • يركز الشيخ عمران حسين على مواضيع محددة تتعلق بما يسمى "علم آخر الزمان" وعلامات الساعة وأشراطها وما يتعلق بالأرض المقدسة (فلسطين وبلاد الشام) وإسرائيل والصهيونية والماسونية وما إلى ذلك من مواضيع تتعلق بالتطورات الحالية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي
  • أما الدكتور عدنان إبراهيم فيركز على الجوانب العقدية والتاريخية والنهضوية للأمة الإسلامية ضمن منهجية واضحة تستند إلى تقديم  كتاب الله على ما سواه  ورفض بعض ما ينسب إلى النبي محمد - عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام - من أحاديث تتضارب مع القرآن الكريم أو تتضارب فيما بينها أو تتناقض مع الواقع المعروف والملموس حسيا وعقليا.
ولعل أبرز ما يلفت الانتباه في الشخصيتين  أنهما يتعديان المألوف والمعروف في المواضيع التقليدية الدينية ، فلييس من الغريب أنهما ومع اختلافهما في المنهجية والاستنتاجات أن يكونا هدفا لهجمة شرسة من التقليديين الذين يرون أن ما جاء به الشيخان هو ضرب من البدعة المحرمة شرعا وعرفا وأنهما يفرقان ولا يوحدان وأنهما يثيران الفتن بعقائدهما المنحرفة وما إلى ذلك،  وللعلم فهناك عدد آخر من المشايخ المعاصرين المجددين ممن يلقون نفس المعاملة من التقليديين المحافظين ، ومن هؤلاء المشايخ الدكتور محمد هداية وعدنان الرفاعي وغيرهم 

ولعل جاذبية الشيخ عمران حسين ومصداقيته تأتي من مزاوجته للمنظور الديني الاستشرافي للمستقبل والتطابق العجيب بين هذه اللمحات الاستشرافية والواقع الملموس والتطورات المتتابعة أمام أعيننا وعلى مختلف الأصعدة . وكما هو الحال مع الطب الصيني والإبر الصينية التي قد تفتقر إلى نظرية علمية مقبولة حسب مدارس وعلوم الطب التقليدي ، فإن النتائج الإيجابية والموثقة علميا للإبر الصينية ونجاحها في عالم الحقيقة والواقع في التعامل مع الأمراض والعلل يعطيها مصداقيتها وفعاليتها وقبولها لدى الناس ، وكذا منهجية ونتائج الشيخ عمران حسين التي تجد قبولا واسعا نظرا لانسجامها مع التطورات الراهنة سياسيا وعسكربا واقتصاديا واستراتيجيا وخاصة فيما يتعلق بالمواضيع التالية 
  • انتشار الربا واستفحاله في العالم من خلال النظام المصرفي العالمي
  • البلطجة الأمريكية الإقتصادية باستبدال الذهب والفضة بالعملات الورقية التي تتناقص قيمتها باستمرار قياسا بالذهب
  • تراجع قيمة الدولارالأمريكي المضطرد وتوقع انحساره كعملة عالمية مقبولة من الجميع
  • التطورات السياسية والعسكرية الحالية وبروز قوى عالمية جديدة في مواجهة التحالف الغربي الصهيوني الماسوني 
  • رجوع اليهود  إلى الأرض المقدسة بعد 2000 سنة وذلك من خلال الحركة الصهيونية وتواطؤ الغرب الاستعماري معها من خلال الحركة الماسونية وتواطؤ وضعف النظام الرسمي في العالمين العربي والإسلامي مع الهيمنة الصهيونية الماسونية الغربية
  • ظاهرة استنساخ الاستعمار لنفسه في المناطق والشعوب المستعمرة من خلال ثقافة العولمة الشمولية
  • الثورة الغربية الأنثوية الناعمة التي اكتسحت العالم بخروج المرأة لأسواق العمل واستغلالها بكل الوسائل ومن ثم تشبهها بالرجال
ومع انتشار ظاهرة رفض نظرية المؤامرة في تفسير ما يخفى علينا من التطورات والمستجدات وتفاخر المتعلمين والمثقفين بأنهم يرفضون نظرية المؤامرة فإننا نجد أن هؤلاء المتعلمين والمثقفين ومنهم الدكتور عدنان إبراهيم يميلون إلى رفض نظرية المؤامرة ،إلا أننا نعرف أن التاريخ البشري مليء بالمؤامرات والأعمال السرية لتبرير وتسويغ أعمال محددة تخدم أغراضا وأهدافا لا يتم الإعلان عنها صراحة ومباشرة .. وأظن أن هذه الظاهرة لا تخفى على عقلية علمية تحليلية تدرس الواقع وتستنتج ما خفي من الأمور والكلمات التي بين السطور ! 

وعن نفسي، فإنني كمهندس نظم معلوماتية فإنني أنظر إلى الواقع بنظرة علمية، ولهذا فإنه من الأسهل علي تقبل فكرة نظرية "المؤامرة" كتفسير لما خفي من الأمور أكثر من تقبلي لنظرية "المصادفة" التي تتكرر بشكل نمطي عجيب ومريب في توقيتها وظروفها ونتائجها ...  !!

أما نقطة اللقاء الأخرى بين الشيخين عمران حسين والدكتور عدنان إبراهيم فهي أنهما كلاهما يرفضان التفسير الحرفي المادي لكثير من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي يصعب أو يستحيل قبول التفسير المادي الحرفي لها وخاصة فما يتعلق بنبوئات المستقبل كما هو الحال في الذين ينتظرون المسيح الدجال على حمار ما بين أذنيه 40 ذراعا (!) كما ورد في بعض الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.  وفيما يشك أو يشكك الدكتور عدنان في صحة هذه الأحاديث أصلا ، نجد الشيخ عمران يفسرها تفسيرا رمزيا تأويليا يتناسب مع ما يستجد في عالمنا .. ويمتد هذا التفسير التأويلي إلى موضوع المسيح الدجال من حيث الأصل وكيفية تواجده حيث ينكر الدكتور عدنان إبراهيم الموضوع من حيث المبدأ بينما يرى الشيخ عمران حسين أن المسيح الدجال يتواجد في بعد آخر - كما هو الحال مع  الملائكة والشياطين - وأن وجوده يمكن تلمسه من حيث التأثير على ما يجري في عالمنا من تطورات ومنها: -
  • ظاهرة الصهيونية والماسونية وسيطرتها على العالم في المئة سنة الأخيرة 
  • تواطؤ الاستعمار الغربي الأوروبي أولا (البريطاني) والأمريكي لاحقا لإعادة اليهود إلى الأرض المقدسة  بعد ٢٠٠٠ سنة من خروجهم منها في ظاهرة فردة من نوعها على امتداد التاريخ البشري
  • العمل على ترسيخ الدولة الصهيونية في فلسطين وتفوقها على جيرانها مجتمعين والعمل على أن تصبح  الدولة الصهيونية قوة إقليمية تتحكم في العالم العربي والإسلامي عسكريا وسياسيا واقتصاديا
  • التمهيد لجعل إسرائيل القوة العالمية المستقبلية من خلال تواطؤ صهيوني ماسوني يجمع غلاة الصهيونية والماسونية من اليهود والمسيحيين البروتستانت ومن حالفهم من قادة العرب والمسلمين ودول العالم الثالث النامية 
  • توظيف القوة العسكرية (أمريكا وحلف الناتو) والسياسية (السيطرة على منظمة هيئة الأمم المتحدة) والإقتصادية (السيطرة على النظام النقدي العالمي والبنوك والعملات الورقية) والإعلامية (السيطرة على ماكينة الإعلام بوسائلها التقليدية والحديثة بما فيها الفضائيات والانترنت ) والثقافية (من خلال عولمة الثقافة الغربية المادية المعاصرة) ... وما إلى ذلك
ألموضوع بالتأكيد موضوع شيق ومهم جدا بالنسبة لنا ولمستقبلنا ولأجيالنا القادمة، وهو كذلك موضوع خلافي يتسع لتعدد الآراء والمفاهيم والمنهجيات التي يجب أن نحترمها وإن اختلفنا معها وأن نضع اعتبارا ولو يسيرا أن "الصحيح" الذي نعتقد به قد يكون خطأ وأن خطأ الآخرين _ حسب وجهة نظرنا - قد يكون صحيحا .. وأن نسعى إلى الحقيقة كما هي بدون تغليب الآراء المسبقة والأحكام الجاهزة ... 

شكرا لكم وبارك الله فيكم

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

هل تعتقد بأن ما تناقلته الامة على مدى 1400 عام واجمعت على عليه (الاحاديث الصحيحة) خطأ وان ما جاء به من خرافات وخزعبلات صحيحه...اعلم يا أخي ان الله عزوجل من سننه ان يؤيد المخرفين حتى يمدهم في طغيانهم ليعذبهم عذابا شديداً...مثل ما امد فرعون والنمرود في طغيانهم..ومثل السحره ان يصيبوا في شيء فيظن الناس انهم على حق...لا يمكن من يرد الاحاديث الصحيحة ونزول المسيح عليه السلام..والدجال..ان يكون مجددا بل ضال ومضل

amine يقول...

انا ارى أن شيخ عمران شخص يريد شهرة لا غير فقد دهب حتى الى التنبوءات و هدا ما ينافي عقيدة المسلمين و أكثر ما أكرهه فيه انتقاده للثورات العربية و الحقها بالمؤامرات
و لكن الشيخ عدنان كلام علمي و لا لايغوص في التنبأت
شتان بينهما
أما ما يقوله في أمور اتفق عليها طوال 1400 سنة هو تطرق لبعض الأشياء فقط و بالدليل و ديننا ليس دين الأولين بل دين العالمين

Unknown يقول...

عدنان ابراهيم شخص يدس السم بالعسل
ولا يستطيع ان يقف ثانية واحدة امام الشيخ عمران الذي يتحدث عن علم لا عن تنبؤات ..

الايام كل لحظة تثبت صحة توجه الشيخ عمرات و قراءاته للمستقبل و تحليله لها