السبت، 13 أغسطس 2016

التقارب التركي الايراني .. والعرب الغائبون

قلنا هذا سابقا ونكرره حاليا على هامش التقارب_التركي_الايراني المتسارع حاليا والذي سيكون على أساس اقتصادي بشكل رئيسي في أجواء استمرار تباين المواقف في القضايا السياسية .. الأخبار تقول أن تركيا وإيران ستعملان على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما م 14 مليار دولار إلى 30 مليار دولار في الفترة القادمة ... ويأتي هذا التطور مباشرة بعد التقارب_التركي_الروسي الحالي توارد الأخبار عن نية البلدين إلى زيادة حجم التبادل التجاري بينهما من 34 مليار دولار إلى 100 مليار دولار
فأين العرب مما يجري في المنطقة ؟؟ ولماذا لا يجمع الاقتصاد ما فرقته السياسة في عالمنا العربي ؟
ولعل هذه التطورات تثبت للجميع أيضا ما قلناه سابقا أن رجب طيب أردوغان رجل سياسي بالدرجة الأولى وتتحكم فيه البراغماتية السياسية في اجتهاداته وتصرفاته وقراراته في القضايا الاقليمية ... ولعل هذا ما لا يدركه هواة السياسة ورومانسييها والسذج من الشخصيات النخب السياسية في عالمنا العربي الاسلامي .. سواء ممن يقدسون أردوغان .. أو من يشيطنونه أيضا
فالرجل سياسي أولا وأخيرا ... وهو يقود دولة علمانية ذات أغلبية سكانية مسلمة وذات تراث تاريخ وموروث إسلامي عميق ولكن هذه الدولة تخلت عن العرب بعد أن تخلوا عنها .. وتوجهت كما توجهوا هم من قبلها إلى السيد الأوروبي ... ولعل هذا من بعض الاشكاليات العميقة في السياسة والتوجهات السياسية التركية ما بين أحلام وأوهام في الانضمام إلى الأوروبيين والاندماج معهم اقتصاديا مع ملاحظة أن الأوروبيين لا يريدون ذلك لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل ؟؟
وتركيا أيضا دولة عضو في حلف الناتو ... ويترتب عليها جراء ذلك واجبات والتزامات محددة تجاه هذا الحلف وتوجهاته وسياساته والتزاماته بقيادة أمريكا تجاه العالم الحر كما يسمونه .. وتجاه إسرائيل والتي حافظت تركيا على علاقاتها معها حتى في أسوأ الأزمات بين البلدين والتي تبعت حادثة الهجوم على العبارة التركية وهي في المياه الدولية في طريقها لكسر الحصار عن غزة
ومن خلال دراستنا للتاريخ واستقرائنا لمستقبل المنطقة، فإننا نرى القوة الاقليمية التركية بوضوح ، كما نرى القوة الاقليمية الايرانية بوضوح، ونأمل أن نرى في المستقبل بزوعا لقوة إقليمية عربية تخلق نوعا من التوازن وتعلق مثلث القوى الحاكم للمنطقة ! هذا مع ملاحظة أنه وفي ظل الغياب العربي الحالي ... فإن الكيان الصهيوني يحاول جاهدا أن يملأ الفراغ ليصبح القوة المتحكمة في المنطقة العربية

ليست هناك تعليقات: