الجمعة، 21 يونيو 2019

كبوة الأمة ونهضتها

Mohammed N Thiab
كبوة الأمة ونهضتها في مكوناتها الثلاثة .. والمسؤولية تضامنية على الجميع بلا استثناء ,,, لأن الجميع يقعون ضمن هذه المكونات الثلاثة ... فمهما كنت وأينما كنت ... ومهما كان موقعك أو وظيفك أو تخصصك .. ومهما كانت ظروفك وإمكانياتك ومعوقاتك .. فأنت جزء من هذه الحالة العامة للأمة .. سواء في كبوتها (الحالية) أو في صحوتها (المستقبلية) !
ولنتذكر بعض الأسس والمبادئ المتعلقة بهذا الموضوع

  1.   "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا" ... فالذين يحتجون بأنهم مستصعفون .. مأواهم جهنم لأنهم يظلمون أنفسهم !!
  2. كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... بقية الحديث ... وامتداداته وتوسعاته لتشمل الجميع بلا استثناء
  3. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ... والسعة هي كامل الطاقة لا أكثر ولا أقل .. قلت أو كثرت ... فمن كانت سعته "س" فهو مكلف بها .. ومن كانت سعته 100 س أو 1000 س أو 1000000 س .. فهو أيضا مكلف بها وضمنها .. وحساب كل شخص (إيجابا أو سلبا) يكون على أساس هذه السعة
  4. السعة (أعلاه) تشمل الكثير من الأشياء ومنها القدرة المالية والمكانة الاجتماعية والمنزلة العلمية والمنصب والسلطة والجاه والقوة الجسدية العضلية والقدرات العقلية والفكرية والابداعات الأدبية والفنية .. إلخ .. إلخ
  5. هناك حالة انفصام في جسد الأمة أفقدها الحس المشترك والفعل المشترك الجماعي المنسق .. خلافا لما ورد في الحديث النبوي عن "التواد والتراحم والتعاطف والتعاون والتداعي" كالجسد الواحد عندما يصاب في أحد أعضائه فتتداعى له الأعضاء الأخرى بالحمى والسهر
نعود إلى إلى المكونات الثلاثة للأمة ... وانتماؤك لواحد منها ... فإما أن تكون 
 1-   من العامة .. وهم الأغلبية الغالبة للناس عل اختلاف مواقعهم ووظائفهم وأعمالهم وقدراتهم وإمكانياتهم ...
 2- من العلماء ... و هؤلاء فئة خاصة من المجتمع تتمير بعلمها وثقافتها وتنورها واطلاعها واستيعابها واهتمامها بالشأن العام أكثر من غيرها .. وتشمل علماء الدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة والعلوم المتنوعة .. كما تشمل أعلام المجتمع ذوي التأثير والوزن .. وتشمل أيضا النخب السياسية والثقافةي والأحزاب والجمعيات ... وغيرها
 3- من الحكام ,,, وتشمل الملوك والرؤساء والسلاطين والأمراء والوزراء ورؤساء الوزراء وموظفي المستويات العليا في الوزارات المختلفة (السلطة التنفيذية) ، كما تشمل الشخصيات الأبرز في السلطتين التشريعية والقضائية بمن فيهم النواب والأعيان وأعضاء مجالس الشعب والشورى وكبار القضاة ... إلخ .. إلخ
فمهما كنت وأيا ما كنت .. فلا بد أنك تقع ضمن واحد من هذه المكونات الثلاثة للأمة وعليك بالتالي جزء من المسؤولية في كبوة الأمة حاليا وصحوتها مستقبلا إن شاء الله
وما بين الحاكم (المكون رقم 3) والمحكوم (المكون رقم 2) هناك المكون رقم 2 في الوسط وهو طبقة العلماء (ورثة الأنبياء) وعليهم مسؤولية التنوير (للعامة لكي تخرج من حالة الجهل والضياع والعبثية التي تعيش فيها) ، وعليهم مسؤولية النصح والمشورة وإبداء الرأي العلمي لطبقة الحكام في مختلف المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها بجرأة لا تصل حد الوقاحة وبأدب لا يصل حد النفاق ... وعليهم في إبداء هذه المشورة أن يتذكروا أن المستشار مؤتمن .. وعليهم أيضا أن يتذكروا فضل ومنزلة قول كلمة الحق في وجه الخطأ والظلم والفساد والتسيب التي تقع فيها السلطات الثلاث والقائمين عليها ... وعليهم أيضا مسؤوولية التثوير عند الضرورة لعامة الناس لكي يتصدوا للانحراف والمنحرفين والفساد والمفسدين !
وأختم بالحديث النبوي الذي يدعو إلى التصدي للمنكر (كل شيء خطأ) وتغييره باليد والعمل والفعل (ضمن السلطات الثلاث) أو بالقول والرأي والنصيحة (فئة العلماء والمتنورين والنخب) أو بالقلب أي بالحياد الايجابي والتفاعل الايجابي بعيدا عن السلبية واللامبالاة والجهل والعدم والضياع التي تسود عامة الناس !!

ليست هناك تعليقات: