الاشارات والملاحظات التي تدور في ذهني حاليا كما يلي وهي قابلة للاضافة والتعديل
1- الشعور العام لدى معظم الأطراف المؤثرة أن الأمور قد نضجت وأن الثمرة (السياسية) لهذا الصراع قد حان قطافها عبر اتفاقيات سياسية معينة يتم طبخها في القاهرة والدوحة وباريس بمشاركة اقليمية ودولية تحت إشراف أمريكا ومن ورائها اسAائيل طبعا
2- اختلاف التقييم للوضع العسكري على الأرض في قطاع غزة ما بين شعور/وهم إسراAيلي أنها انتصرت وأنها على وشك استئصال حمAس والمقاومة عموما من القطاع، وما بين مقاومة تصر وتؤكد أنها لا زالت قادرة على المقاومة والاستمرار فيها (وإن بدرجات أقل) لعدة شهور قادمة !
3- تساوق وسير القوى العربية الاقليمية المؤثرة والفاعلة في طبخ اتفاقية ما للتسوية مع السياسة العامة الأمريكية وتوجهاتها وتحركاتها في المنطقة والتي يقودها أنطوني بلينكن في جولاته المكوكية للمنطقة
4- شئنا أم أبينا هناك درجة من الاختلاف في التقييم داخل حمِAس تحديدا ما بين قيادة سياسية في الخارج تتعامل مع الألاعيب والمكائد السياسية من العدو مباشرة أو من خلال أمريكا وأدواتها، وما بين قيادة الداخل والتي تحتفظ بورقة الأسرى وتراهن على أن الكلمة الأخيرة لها برفض أو قبول أي تسوية مطروحة !
5- على الرغم من الأداء العسكري المتميز للمقاومة طيلة الشهور الأربعة الماضية، فإن إسرائيل مستمرة في خطتها العسكرية في القطاع والتي تعمل على حشر عدد كبير جدا من السكان المدنيين (نصف مليون أو أكثر) في منطقة ضيقة على الحدود بين القطاع ومصر في منطقة رفح انتظارا لأي فرصة أو نقطة اختراق عسكرية أو سياسية (بالاتفاق مع مصر) لإحداث عملية التهجير المطلوبة من القطاع إلى مصر وقتل وإضعاف الحاضنة الشعبية للمقاومة
6- هناك رغبة متنامية متزايدة لدى إسرائيل وأمريكا (والدول العربية) على حد سواء في الانتهاء من هذا الملف قريبا جدا لأن الوضوع قد طال بشكل غير معتاد وغير مسبوق، ويضعون لهذا أسباب عدة منها: قرب دخول شهر رمضان، واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية
7- وهناك أيضا سؤال كبير عما سيحدث في الجبهات المساندة في لبنان والعراق واليمن .. فهل ستهدأ هي أيضا وبشكل تلقائي في حال توقف إطلاق النار في غزة ؟ أم أنها ستستمر بسبب ما يمكن وصفه بأنه تسوية حسابات و حملة تأديب لهؤلاء المشاغبين الذي لم يلتزموا بالتعليمات الصادرة إسرAئيليا وأمريكيا بالصمت والهدوء وعدم توسيع ساحة النزاع ؟
8- ومع ملاحظة أن من شارك في هذه الحرب فيما يسمى محور المقاومة كان في معظمة حركات شعبية وليس دول رسمية، فقد ترسخ فعليا وعمليا للمرة الأولى ما يسمى بترابط ووحدة الجبهات في محور المقاومة ولو بشكل غير رسمي وغير مباشر وبشكل مرن يتناسب مع ظروف واعتبارات كل طرف
9- ترابط وتوحد الجبهات في العمليات الحربية ستمتد إلى ما بعد الحرب (كما يبدو) حيث أن الطرح الموجود هو شمول أي اتفاق/تسوية لغزة الجبهات الأخرى في لبنان واليمن والعراق .. مع اختلاف الظروف والتفاصيل ونقاط أي اتفاق في كل جبهة .. فاليمن غير العراق وغير لبنان
10- المكابرة والمغامرة حتى لعب الورقة الأخيرة في غلاة ومتعصبي إسرائيل يجعلهم يحلمون/يتوهمون أنهم قادرون على فتح جبهة لبنان والانتصار فيها وإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني كما يعلنون لتطمين سكان مستوطنات الشمال لإقناعهم بالعودة هناك ! مع استدراج أمريكا وأوروبا للتعامل العسكري الصارم مع اليمن والعراق لاخضاعهما وارجاعهما تحت مظلة الهيمنة الغربية !
11- لفهم حقيقة الموقف الرسمي العربي على حقيقته (بدون رتوش) فهو في الأصل غير متعاطف مع حماس ولا أي تنظيم مقاومة من حيث المبدأ، وهو على استعداد للتعايش مع اسرائيل أكثر من استعداده للتعايش مع حماس أو غيرها ولا مع فكرة المقاومة المسلحة جملة وتفصيلا
12- وما يقال عن النظام الرسمي العربي يشمل السلطة الفلسطينية (منزوعة الدسم) في رام الله حيث أنها صارت حكما ضمن هذا النظام الرسمي العربي منذ اتفاقيات أوسلو التي أسست وشرعنت وجود السلطة الفلسطينية تحت المظلة الامريكية الاسرائيلية بحكم الأمر الواقع، وتم إجهاض تنظيم شهداء الأقصى في الضفة الغربية ونزع سلاحا بالمال وبالمكيدة والتآمر والغدر، وتم تحويل فتح من منظمة ثورية الى جهاز سلطة وموظفين تقليديين يركضون وراء الكراسي والمناصب والمنافع والرواتب !
13- لقد تم ضخ الكثير من الأفكار الاستسلامية الانهزامية الانبطاحية من خلال قنوات الاعلام الرسمي ومن كبار شخصيات كانت محسوبة على الثورة وعلى المقاومة تحت ذريعة الواقعية السياسية .. بمن فيهم فلسطينيون وعرب ومسلمون كان يفترض بهم أن يتمسكوا بالحق الفلسطيني المبدئي حتى إن عجزوا عن تحقيقه، وكان الأولى بهم ترك الموضوع للأجيال القادم بدلا من التفريط بهذا الحق
14- بالنسبة للوضع الحقيقي لمحور المقاومة، فإن إخضاعه لعملية تقييم موضوعية لنقاط القوة والضعف مقابل الخصوم المؤكدين والمحتملين، فهو متقاعس عن فكرة الدخول في حرب اقليمية شاملة قد يكون غير قادر على حسمها لصالحه على الرغم من الادعاءات المبالغ فيها بالقدرة على الانتصار ومسح دولة اسرائيل من الوجود !
15- ومن ضمن تقييم نقاط القوة والضعف ما يتعلق بالقدرة التسليحية والعسكرية والتكنولوجية المباشرة، ومنها ما يتعلق بهشاشة الوضع الاقتصادي، والاعتماد على المساعدات الخارجية القادمة بشكل أساسي من أمريكا (مباشرة أو من خلال صندوق النقد الدولي)، ومنها ما يتعلق بعدم تماسك الجبهات الداخلية وعدم توحدها على مبدأ النزال الحقيقي مع إسرائيل وأمريكا ومن معهما !
!16- بالنسبة لحركة حماس تحديدا، فهناك نوع من الخلط والالتباس ما بين هويتها السياسية/الدينية/الحزبية (الحقيقية أو الانطباعية) وما بين هويتها النضالية التحررية الوطنية. ولهذا نجد الكثير من الدول العربية ترجح الصفة الأولى واعتبار أن حماس ما هي الا امتداد لحركة الاخوان المسلمين التي يصنفونها في بلدانهم على أنها خطر يهدد كياناتهم وأنظمتهم والأمن الداخلي في بلادهم. ولهذا فهم يعادونها أشد العداء ولا يخفون ذلك على أي حال. وينطبق هذا أيضا على السلطة في رام الله التي ترى في حماس منافسا وخصما حقيقيا وتعتبر أي نجاح لحماس كمؤشر لفشلها خاصة بعد ركونها للامريكان والاسرائيليين في ظل اتفاقية أوسلو والتعاون والتنسيق الأمني (غير المقدس) بإدارة دايتون !
17- وبالنسبة لحزب الله في لبنان، فهناك أيضا حالة مشابهة من الخلط والالتباس ما بين هويته كحركة نضالية تحررية وما بين هويته المذهبية (الشيعية) واعتباره يدا ضاربة لايران ولتنفيذ سياساتها في لبنام وفي المنطقة خدمة لسياسات إيران وتحقيقا لأهدافها ودعما لها في مواجهة الضغوط الأمريكية والدولية الهادفة إلى تدجين إيران وإخضاعها وردها الى بيت الطاعة الأمريكي/الأوروبي-الغربي كما كانت أيام حكم الشاه قبل 1979
18- أما إيران وهي ثالثة القوى الاقليمية في المنطقة (بالاضافة الى تركيا و إسرائيل) مغ غياب كامل لأي قوة عربية وازنة تجاه هذه القوى الثلاثة، فهي (أي إيران) لها سياستها ولها أهدافها ولها خططها وتكتيكاتها ولها حلفاءها وأدواتها في المنطقة، مثلها في ذلك مثل تركيا التي هي أيضا لها رؤيتها وسياساتها وأدواتها، مع الاختلاف في التوجه السياسي ما بين انخراط في حلف الناتو وعلاقات مع اسرائيل وحلم في الانضمام للاتجاد الأوروبي في الجانب التركي، ونقيض ذلك في الجانب الايراني
19- ومع هذا فما يجمع بين سياستي البلدين هو البراغماتية وتغليب المصلحة والدهاء والمكر السياسي . وما يجمعهما أيضا هو العقلانية السياسية التي لا تجعل مجالا لأي اختكاك حاد بينهما إلى درجة الاشتباك السياسي أو العسكري، بل ويوجد بينهما عوامل ومصالح مشتركة لضمان استمرار علاقات ايجابية بينهما، وتسوية أي اختلاف أو تنافس أو تضارب في المصالح في دول الجوار المشترك وخاصة في الغراق وسوريا
20- وأخيرا وليس آخرا يأتي دور الكلام عن روسيا والصين ولعلهما الطرفان المستفيدان من هذا الصراع لغاية الآن دون أن يطلقا رصاصة واحدة، ولعلهما يريان فيما يجري تورطا واستنزافا لخصمهما المشترك (أمريكا وأوروبا الغربية) عسكريا واقنصاديا وماليا مما يؤدي الى رجحان كفة روسيا في الساحة الأوكرانية وكفة الصين في الساحة التايوانية . و مع هذا فأعتقد أن لا الدولتين روسيا والصين يراقبان ما يحدث بدقة شديدة ويستعدان للتدخل المناسب في اللخظة الأخيرة إذا اقتضت الضرورة للحفاظ على مصالحهما في الشرق الأوسط والبحر العرب والبحر الأحمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق