عودة إلى مفهوم الوسطية في الإسلام
لعل كلمة الوسطية من أكثر الكلمات شيوعا في وصف الإسلام في الوقت الراهن، وخاصة في ضوء تكالب الأمم على هذا الدين العظيم وهجومها المتواصل عليه، وتراجع المسلمين إلى موقف الدفاع عن النفس والتبرير وإلانة الجانب والمهادنة والموادعة مع الأعداء - مع أنهم الضحية وهم المظلومون في هجمة الباطل الشرسة هذه على الاسلام والمسلمين والعرب والعروبة -
والوسطية
في القرار لا بأس بها من حيث المبدأ عندما يتم تطبيقها في ظرفها الصحيح وفي مكانها الصحيح وزمانها الصحيح ومع الناس المناسبين.
ولكن الوسطية لا تعني أبدا موقف اللا
موقف .. ولا التهرب من القرار - أيا كان - عندما يكون مثل هذا القرار حتميا، ولا تعني الهروب من المواجهة ... ولا التملص من الموقف المبدئي السليم خوفا من أي شيء أو طمعا بأي شيء !
وللعلم
فإنني قد كتبت سابقا حول الوسطية في الإسلام وما هو المقصود بها من وجهة نظر إسلامية بحيث أن
الإسلام كله صار يوصف على أنه "دين الوسطية" وهي - في كثير من الأحيان- كلمة حق يراد بها باطل للأسف الشديد !!
وخلصت إلى أن الوسطية تعني أفضل
شيء .. حيث أن أكبر وأجمل وأميز خرزة أو جوهرة أو حجر كريم توضع في وسط
العقد .. وزعيم القوم يجلس في صدر المجلس أي في وسطه ..
والوسطية ضمن هذه
الرؤية لا تعني الحيادية ولا موقف اللا موقف ولا الميوعة الفكرية ولا
الشخصية في مواجهة المصاعب والتحديات ولا في قول الحق ولا العمل بقتضاه !
والوسطية تختلف عن الوسط الحسابي (جمع قيمة الأرقام وقسمة
المجموع على العدد) وهي أيضا تختلف عن الوسيط (القيمة المتوسطة بين مجموعة
قيم بعد ترتيبها تصاعديا أو تنازليا) وهي ليست وسطية جغرافية ولا وسطية
مناخية ولا وسطية في اللون .. ولا ما عدا ذلك ...
ولكن الوسطية هي المكانة
المثلى والتي لها مقتضياتها وعلاماتها وواجباتها !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق