الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

السماء والسماوات ليست الكواكب والمجرات !!

في عالم الشهادة الذي نعيش فيه ونتحسسه ونتلمسه وننتقل فيه ونستكشفه ونعمل فيه عقولنا وفكرنا ... هناك الأرض والكواكب والنجوم والمجموعات الشمسية والمجرات .. والتي قد تبعد عنا - من حيث المبدأ -  مئات أو آلاف أو ملايين السنوات الضوئية .. ولكن هذا كله يبقى ضمن عالم الشهادة (العالم المادي الملموس)
أما السماء والسماوات فهي إسم معنوي يدل على السمو والارتفاع والارتقاء .. وليست بالضرورة ضمن عالمنا المادي الفضائي الكوني .. فعندما نخرج من كوكب الأرض إلى الفضاء .. فلا يبقى شيء إسمه فوق أو تحت .. وإنما اتجاهات عديدة في الفضاء بعيدا عن كوكب الأرض ..
فلو انطلق شخصان من نقطتين متقابلتين على سطح الكرة الأرض الخارجي إلى الأعلى ،، فكل منهما يرى أنه يتجه إلى فوق .. مع أنهما يتحركان في اتجاهين متضادين .. ولا يمكن أن يكون كلاهما إلى فوق من الناحية المادية العلمية !!
وفي فهمي الشخصي الذي قد يكون صوابا أو خطأ ... فالسماء والسماوات هي من ضمن عالم الغيب الذي لا ولم ولن تصله أي مركبة فضائية من صنع البشر ... مهما كانت سرعتها أو مداها البعدي (المسافة التي تقطعها) ولو بلغت آلاف السنوات الضوئية !!
وفي فهمي الشخصي أيضا وقد يكون صوابا أو خطأ أيضا ... فعالم الغيب بما فيه السماء والسماوات تقع في بعد آخر أو عالم آخر (غيبي) موازي ومتزامن مع عالمنا الأرضي المادي (عالم الشهادة) كما هو الحال مع عالم البرزخ .. أو عالم الجن .. أو عالم الآخرة !!
وفي رحلة المعراج التي وردت في الأحاديث وفي السيرة النبوية وإن كان هناك بين المسلمين من ينكرونها جملة وتفصيلا كونها لم ترد صراحة في القرآن الكريم، فقد يكون تفسيرها - في حال صحتها-  أن الله سبحانه وتعالى هيأ وسيلة الانتقال المناسبة على شكل أرضي مألوف (البراق وهو دابة ما بين الناقة والبغل) والتي كانت في حقيقتها وسيلة إلهية للقفز من عالمنا الدنيوي إلى عالم آخر موازي هو عالم الغيب ووصل محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماوات العلى، وشاهد مشاهد مستقبلية من عالم الآخرة .. ثم عاد إلى فراشه وهو ما زال دافئا !!
هذا والله أعلم !!

ليست هناك تعليقات: