الفهم الصحيح للقرآن الكريم لا يكون إلا فهما "سياقيا" أي ضمن السياق !!
فبعض الكلمات والتعابير لا يمكن فهمها فهما صحيحا إلا في سياق الآية التي تحتويها
والآيات والأفكار والمعاني المتشكلة في الدماغ للآية الواحدة لا تصح إلا في سياق السورة التي تحتويها ... وقد يعني هذا الرجوع قبل الأية المقصودة بعدة آيات أو ما بعدها بعدة آيات !
والحمدلله أولا وآخرا أن القرآن جاء بلسان عربي مبين .. فلا ألغاز ولا طلاسم ولا ترجمة من لغة إلى أخرى بالنسبة لنا نحن العرب المتكلمين بلغة القرآن الكريم !!
وأما البعد الأشمل للفهم السياقي فقد يتطلب من الرجوع إلى نفس الكلمة في مجموع القرآن الكريم على اختلاف اشتقاقاتها وسياقاتها وأي ارتباط أو علاقة في سياق الآيات هنا وهناك !!
وأخيرا وليس آخرا ... فإن صلاحية القرآن الكريم لكر زمان ومكان وعصر ومستوى معرفة تصل إليه حضارتنا البشرية .. يقتضي عمومية المعاني ومرونة الألفاظ لكي تتسع المعاني وتشمل المعرفة البسرية المتراكمة .. مع ثبوت التص القرآني على مستوى الكلمة والحرف !!
وهذه هي معجزة القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه على مدى العصور والأزمان !!
لماذا لا نأخذ القرآن دائما بالفهم الحرفي المادي المباشر ؟
ببساطة ...
لوأراد رجل بالغ كبير في السن واسع العلم والمعرفة بشمولية وعمق وحكمة أن يتحدث في موضوع ما إلى طفل صغير لا يتعدى عمره 5 أو 6 سنوات ، فهل سيكون الكلام والحديث على مستوى علم ومعرفة وشمولية وعمق وتفاصيل المعرفة عند المتكلم ؟؟ أم على مقدار استيعاب وفهم وعقل الطفل الصغير ؟؟
وهل يتحقق الهدف من هذا الكلام وهذا الحديث لو أن هذا الرجل العالم العاقل الحكيم تكلم عن الأشياء بأسمائها وحقائقها العلمية وتفاصيلها الدقيقة سواء استوعب الطفل هذا الكلام أم لم يستوعبه ؟؟
وهل يتحقق الهدف من هذا الكلام وهذا الحديث لو أن هذا الرجل العالم العاقل الحكيم تكلم عن الأشياء بأسمائها وحقائقها العلمية وتفاصيلها الدقيقة سواء استوعب الطفل هذا الكلام أم لم يستوعبه ؟؟
ولله المثل الأعلى ,,, فهل جاء هذا القرآن الكريم من الله سبحانه وتعالى ليكلمنا ويحدثنا عن الأشياء حسب العلم الالهي المطلق الشمولي الواسع واللامتناهي ؟؟ أم جاء ليحدثنا على قدر عقولنا وفهمنا واستيعابنا ؟؟
ولهذا .. فما نفهمه وما نعقله وما تستوعبه عقولنا من معاني القرآن الكريم .. ليس بالضرورة هو الحقيقة المطلقة الدقيقة والشاملة والكاملة لهذه المعاني والأشياء ...
وأنا -شخصيا- أميل إلى هذه المنهجية في النظر ومحاولة استيعاب المعاتي المتضمنة في آيات القرآن الكريم وخاصة تلك التي تتعلق بأمور الغيب والحياة الأخرى ويوم الحساب ونعيم الجنة وعذاب النار .. وما ورد فيها من تفاصيل ومفردات ومعانب وتشبيهات وصور تقريبية ..
وهناك المزيد لمن يريد الاستزادة في هذا الموضوع
والله الموفق !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق