النظرية الدينية تقوم على أسس واضحة ثابتة منطقية هي :-
- يوجد خالق واحد فقط ... وهو منزه عن كل عيب ونقص وضعف ... وهو أزلي الوجود ... وقدراته بلا حدود ... في كل شيء قد يخطر على بالك !
- كل ما سوى الخالق مخلوق ... سواء في هذا العالم الدنيوي المادي الحسي الذي نعيش فيه أو أي عوالم أخرى لا نعرف عنها شيئا
- من بين هذا الخلق المتعدد الأشكال والأزمان والأوصاف ... هناك خلق مميز عن غيره هو الانسان الذي جعل الله له منزلة خاصة وكرامة خاصة وقدرات خاصة متجددة وقدرة على التعلم واكتساب المعرفة بشكل تراكمي مستمر
- الأصل أن هؤلاء البشر كلهم على مرتبة واحدة ومنزلة واحدة وقيمة واحدة ... ولكن الله جعل فيهم التفاوت والاختلاف في الصفات والقدرات والظروف لخلق الحراك والديناميكية في هذه الحياة الدنيا
- نظرا لرقي الجنس البشري وتميزه عن سواه من الخلائق ...فقد اختصهم الله الخالق بثلاث صفات فريدة هي أركان النظرية الدينية للأديان السماوية جميعها ، وهذه الأركان هي (1) التخيير و (2) التكليف و (3) الحساب ...وهذه عناصر مترابطة متكاملة فيما بينها ولا تستقيم إلا بمجموعها
- وانطلاقا من موضوع التكليف ... فقد اصطفى الخالق من بين البشر رسلا يوصلون كلمته إليهم ، ويوضح لهم ما كلفهم به ، وما سمح لهم به ، وما منعهم عنه ...
- ولبيان صدق الرسل أمام أقوامهم ... جعل الله لهم آيات (معاجز) تثبت صدقهم وسلامة الرسالات التي أتوا بها .. وأنها فعلا من عند الله الخالق
- وهذه المعجزات والآيات البينات كانت بطبيعتها تفوق قدرات الناس في عصرهم وزمانهم وضمن إمكانياتهم ومستوى معرفتهم التراكمي في ذلك الوقت
- وهذه المعجزات والآيات كانت بطبيعتها مؤقتة عابرة منتهية بالوقت الذي حدثت فيه ولمن شاهدها أو سمعها أو خبرها من الناس في ذلك الوقت .. ولهذا فهي تبقى موضعا غير قابل للتصديق لغير هؤلاء الناس ممن لم يشاهدوها بأم أعينهم !
- الأنبياء والرسل معصومون ضمن الحد الأدنى بما يتعلق بالتبليغ عن ربهم ... وهذا يقتضي وجود صفات محددة في الرسل أنفسهم من حيث الصدق والأمانة وحسن الخلق
- كل من سوى الأنبياء والرسل من البشر هم بشر عاديون ولا عصمة لهم إطلاقا .. وهم من حيث المبدأ محاسبون على أعمالهم وتصرفاتهم كسائر البشر
- البشر فيهم المؤمنون وفيهم الملحدون والكفار على اختلاف أشكالهم ومسمياتهم .. وهذا أمر طبيعي في كل زمان ومكان ولا يمكن من حيث المبدأ أن يكون الناس كلهم مؤمنين بالكامل أو ملحدين بالكامل
- الايمان ودواعية وإثباتاته موضوع نسبي لا يرقى إلى مستوى الحقيقة المطلقة التي لا خلاف عليها ... والا لكان الناس كلهم مؤمنون .. ولانتفى أي سبب للكفر والالحاد ... وهذا يرتبط بشكل غير مباشر بموضوع التخيير!!
- في هذه الحياة يوجد شكلان من أشكال العلاقات التي تحكم تصرفات البشر .. (1) العلاقة الرأسية مع السماء بين البشر وخالقهم تتلخص في الكفر والايمان وفي الطاعة والمعصية والثواب والعقاب (2) العلاقة الأفقية مع الناس .. وهي علاقة قائمة على الحقوق والواجبات والخير والشر والصواب والخطأ والمنفعة والضرر بشكل عام
- الله سبحانه وتعالى هو القاضي والحكم في العلاقة الرأسية بين البشر وخالقهم .. وهذا موضوع متروك إلى يوم القيامة , وهو موضوع لا تدخل للبشر فيه من حيث الأصل .. وقانونه واضح أن الجزاء من جنس العمل، وأنه لاتظلم تفس شيئا وأنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره !
- أما العلاقة الأفقية بين الناس فموضعها القانون والعرف والعادات .. وهي موضوع عاجل لا يحتمل التأجيل ولا التسويف .. فلا بد من أن تؤدى الواجبات لكي تصل الحقوق لأصحابها .. ولا بد من محاسبة الخلل ووقف الانحراف وتدارك الأخطاء قبل استفحالها في المجتمع البشري
هذا وفي الموضوع جوانب أخرى نوضحها مستقبلا ‘ن شاء الله !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق