الأربعاء، 20 مارس 2013

ضرورة استقراء المستقبل (القريب) والاستعداد لما يمكن أن يحدث

الانتقال إلى المستقبل فكرة تداعب الانسان منذ القدم 

لو انتقل بنا الزمان إلى العام ٢٠٥٠ ... أو لو كشف لنا الحجاب فرأينا ماذا سيحدث بين الآن والعام ٢٠٥٠ لرأينا العجب العجاب ... لا أقول هذا لأنني انتقلت إلى العام ٢٠٥٠ ... ولا لأنه كشف عني الحجاب فرأيت ماذا سيحدث ... ولا أدعي علم المستقبل،  فأنا لا أقول قولا إلا وأدرك أنه قد يكون خطأ كما يمكن أن يكون صوابا !

ولكتي أستطيع القول بأن من سيقيض له أن يكون في العام ٢٠٥٠ وينظر إلى الوراء في التاريخ .. إلينا في العام ٢٠١٣ ، فستكون مشاعره مزيجا من الاستغراب والاستهجان والحزن والحيرة لما نحن فيه الآن !! وهذا في نظري شيء شبه مؤكد نظرا للوتيرة المتسارعة للاحداث والتطورات التي تعصف بنا ومن حولنا .. والتي يتغير فيها وجه العالم باستمرار !

صحيح أن علم الغيب محجوب عنا قطعا .. ولا يعلم الغيب (بشكل قطعي وبتفاصيل محددة وفي أزمان محددة) إلا الله سبحانه وتعالى ... ولكن هناك أشياء أخرى أقل من التنبؤ وإدعاء العلم والغيب ... ومنها "الفراسة" و"النباهة" و"الاستقراء" المبني على دقة الملاحظة والربط والتحليل العلمي المنطقي للأشياء ضمن قانون السببية حيث أن القوانين الالهية والنواميس الطبيعية الكونية ربطت بين الأسباب والنتائج بشكل يسمح لنا بتوقع ما يحتمل حدوثه ضمن أفق زمني محدد وبدرجة عالية من الدقة والصواب !!

وهناك أيضا نظرية الاحتمالات ومنهجية السيناريوهات واتخاذ القرارت ضمن الأولويات والامكانيات والمحددات، وهناك منهجية تحليل نقاط القوة والضعف للأطراف المعنية في داخلها ، واستكشاف الفرص والتهديد الآتيان من الخارج ، وكيفية التصرف ضمن الأفعال وردود الأفعال ... وغير ذلك مما هو معروف للبعض ولكن بدرجات متفاوتة !!

وأخيرا، وليس آخرا فهناك لدينا الاشارات والنبوؤات الدينية فيما يسمى بعلم آخر الزمان ، وعلامات الساعة وأشراطها ، والفتن والملاحم ، والأحاديث المتعلقة بالمستقبل ... وهي كثيرة كثيرة ونفصيلية وغنية جدا بالمعلومات المهمة لمن يؤمن بهذه الأشياء ويصدق بها !!
وللتوضيح ... سأذكر الفكرة التاليه لما يمكن أن يحدث في عقد من الزمان من الآن (٢٠١٣ - ٢٠٢٣ )
  • هناك أكثر من إشارة دينية (بغض النظر عن صحتها ودقتها من عدمها) بأن إسرائيل ستزول من الوجود كدولة بشكلها الحالي في العام ٢٠٢٢، فإن كان هذا الشيء سيحدث فعلا في العشر سنوات القادمة، فهناك سؤالان مهمان علينا أن نهتم بهما أشد الأهمية نظرا للقرب الزماني والمكاني من حدث بهذه الأهمية وهذه الخطورة
    • ما هي الأحداث التي يمكن أن تقع والتطورات التي يجب أن تحدث ما بين العام ٢٠١٣ إلى العام ٢٠٢٣ لتصل إلى مثل تلك النتيجة؟ وهل أحداث تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا إرهاصات لتغيرات أكثر راديكالية وأكثر درامية تطال المنطقة بكاملها وتغير وجه المستقبل وخارطة المستقبل ؟
    • ما هي نتائج مثل هذه الأحداث والتطورات (إن حدثت) علينا وعلى أولادنا وعلى بلادنا في الأفق المنظور في السنوات القليلة القادمة ؟؟ وما هي التأثيرات المحتملة لمثل هذه الأحداث على معيشتنا وأمننا واستقرارنا كأفراد وتجمعات وشعوب وأوطان ؟؟

هذه الأسئلة أطرحها بمنهجية علمية (لا سياسية) حيث يتم التعامل مع الأخطار والكوارث من خلال 3 عناصر أساسىية
  • إحتمالية الحدث 
  •  نتائج الحدث 
  • إجراءات التعامل مع الحدث قبل وأثناء وبعد حدوثه .. 
وللتمثيل على هذا الموضوع نستطيع أن نأخذ حدثا مهما وكبير ... كأحداث سبتمبر ٢٠٠١، فمع أن احتمالية الحدث قبل ثانية واحدة من حدوثه كانت قليلة جدا جدا جدا إلا أن نتائج هذا الحدث بعد حدوثه كانت كبيرة جدا جدا جدا ، وغيرت وجه التاريخ ووجه العالم في العقد الماضي .. أليس كذلك ؟؟

وأعود إلى ما بدأت به من "دلالات" وإشارات على إمكانية حدث بهذه الخطورة مثل زوال دولة إسرائيل .. وأسرد هنا بعضها لاطلاعكم ولا أدعي علم الغيب ولا أؤكد ولا أنفي أنها ستحدث .. فهذا من علم الغيب وهذا في علم الله تأكيدا ..

1- هناك دراسات تحليلية رقمية استقرائية لآيات القرآن الكريم أجراها د. بسام جرار منذ أواسط الثمانينات استنتج من خلالها أن زوال إسرائيل سيكون في 2022 !

2- هناك الكثير من التصريحات لرجال دين إسلام وشخصيات تاريخية قيادية تدور حول نفس الامكانية وحول نفس التاريخ .. إبحث في جوجل وستجدها بنفسك !

3- هناك في الأحاديث النبوية الكثير الكثير عن المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج وجفاف بحيرة طبريا ... إبحث في جوجل وستجد التفاصيل

4- هناك تقارير علمية مناخية حديثة ومشاهدات واستقراءات تشير إلى أن بحيرة طبريا دخلت مرحلة اللا عودة وأنها ستجف في ٢٠٢٥ على الأكثر !! أيضا إبحث في جوجل ويوتيوب .. وستجد التفاصيل بنفسك !

5- الأزمات المتتالية والمتصاعدة ماليا واقتصاديا وتصاعد التوترات الاقليمية والدولية يضع العالم كله على حافة بركان .. وإذا رأيت الأدخنة تتصاعد من قمة الجبل ، فلا تندهش إذا انطلقت الحمم من فوهته بعد فترة !!
 
ولعل ما يجري في منطقتنا تحديدا في ..
  • بلاد الشام 
  • منطقة الخليج 
  • مصر وشمال أفريقيا 
 يعطينا إشارات مستقبلية استقرائية واضحة ... مثلما أن الدخان من قمة الجبل يدل على احتمال تدفق الحمم من فوهته !

طبعا نقول هذا ونطلب من الله اللطف بنا ونسأله السلامة 
 
ولكن من واجبنا أن نحتاط لكافة الاحتمالات ونستعد لما قد يأتي فلا نتفاجأ به .. كما يتفاجأ البعض أن بعد رمضان هناك عيد ... وأنه بعد العطلة المدرسية هناك عودة إلى المدارس ... أو أن بعد الغيوم وانخفاض الحرارة هناك أمطار !!

هذا والله أعلم !

ليست هناك تعليقات: