الثلاثاء، 23 يوليو 2013

لماذا نبش التاريخ ؟؟

هذا الموضوع بطبيعته موضوع خلافي اختلف فيه السابقون واللاحقون ما بين مؤيد لنبش التاريخ والتعلم منه ... وما بين معارض للفكرة من أساسها على اعتبار أنه لا توجد أي  فائدة عملية ملموسة ولا انعكاس إيحابي غلى واقعنا المعاصر من هذا النبش التاريخي !!

أما المضحك المبكي في هذا الموضوع فهو درجة الاستقطاب الشديد والاستنفار والتعصب لآراء مسبقة والتخندق ورائها وتحويل الموضوع كله إلى حرب دينية مقدسة يعتقد كل طرف فيها أنه على حق مطلق وأن المخالفين على باطل مطلق ...  فيتجول المجتمع على هذا الأساس من مجتمع بشري يجتهد فيصيب ويخطئ .. إلى مجتمع ملائكة وشياطين  ... ويسود في هذه الأجواء المنطق الثنتئي الذي لا يرى إلا اللونين الأبيض والأسود .. ولا يرى ذلك الطيف اللامتناهي من اللون الرمادي بين اللونين الأبيض والأسود !! 

وللأسف، فإننا نجد الآفة الأخرى مع هذا المنطق الثنائي وهي العقلية الاقصائية الاستئصالية ... بحيث أن كل طرف يرى نفسه على الحق ، ويحق له بناء على ذلك أن يسعى لاستئصال الطرف الآحر واجتثاثه من جذوره ...  مما يفتح الباب للفوضى والعنف والقتل والتدمير والتخريب !!

لماذا ننبش التاريخ ؟

لقد قام الكثير من العلماء والمفكرين والنهضويين بمخاولات عديدة لقراءة التاريخ والاستفادة منه في الحاضر والمستقبل، وكانت بعض هذه المحاولات على مستوى راقي من المموضوعية والحيادية والمهنية العالية، ومع هذا فلم تلق هذه المحاولات الكثير من القبول والرضى ،، بل وعلى العكس من ذلك تعالت الأصوات لوقف هذه الممارسة على أساس أنها تثير العداوات التاريخيةـ أو أنها لا جدوى منها على أرض الواقع،

فعلى سبيل المثال لا الحصر،  هناك من تطرق إلى موضوع الفتنة التي حصلت في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وانتهت بمفتله ...  وهناك من تطرق إلى ما ابتعه معاوية بن أبي سفيان بتوريث الحكم لابنه يزيد ..  ونقل الحكم الاسلامي من الخلاقة الراشدة إلى الملك العضود !!

وهناك من العقليات الرافضة لهذا البحث من أصله وتراه إثارة للفتنة والبغضاء ...  وتقول ما هذا العبث ؟؟ وما هي الجدوى من نبش هذه المواضيع التاريخية ؟؟؟

الموضوع ليس موضوع شخصنة للمشكلة وحصرها في أسماء وشخصيات ذات طبيعة خلافية في التاريخ الاسلامي ..


فليس الموضوع موضع جدل تاريخي حول معاوية بن أبي سفيان بمقدار ما هو نقاش لفكرة الملك العضود الوراثي الجبري الذي ما زلنا نرزج تحته منذ أكثر من 1300 سنة !!
وليس الموضوع موضوع الفتنة التي لقي فيها عثمان بن عفان مصرعه .. بل هي معضلة الحل والعقد في النظام السياسي والتداول السلمي للسلطة الذي لم نتعلمه حتى الآن ... وما زلنا نعاني منه حتى يومنا هذا ... فتحصل الفتن والمذابح في سوريا وليبيا وقد تمتد إلى مصر أيضا بسبب عدم تأصيل هذه الممارسة وهي التداول السلمي للسلطة !!

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.