الخميس، 24 سبتمبر 2020

تدبروا القرآن وأنتم تقرأوه

حول موضوع الصلاة وقبولها أو رفضها من قبل الله سبحانه وتعالى

وحول الحكمة من الصلاة 

(وسائر العبادات بما فيها الحج) والهدف والغاية منها


سأقرأ معكم أيات من القرآن نعرفها منذ الصغر من أيام المدرسة .. ولكن هل تدبرنا معانيها حقا ؟

1- فويل للمصلين ,,, 

الآية تثبت أنهم مصلين ,, أي أنهم يقومون بالصلاة بشكلها الصحيح من حيث حركات الصلاة وما يقال فيها وتجنب ما يبطلها أو ما يفسدها .. بما في ذلك الوضوء الصحيح ,,, وذاك الخلاف العقيم حول غسل الرجلين أو المسح عليهما .. أو حول إسبال اليدين أو وضعهما على الصدر ... وما إلى ذلك .. فالنتيجة أن هناك مصلين الويل لهم !!

2- الذين هم عن صلاتهم ساهون ...

 وهنا تتضح العلة وهي "السهو عن الصلاة" ... ونجد من المفسرين من أوضح لنا الفرق بين "عن" و "في" في سياق هذه الآية .. فقالوا أن الآية لو كانت "في صلاتهم ساهون" ، لهلك الكثيرون .. فمن منا لا يسهو في صلاته ؟؟ فبينوا (رحمهم الله) أن السهو عن الصلاة هو سبب الويل ...

ولكنهم حصروا "السهو عن الصلاة" في عدم أدائها في وقتها أو تأخيرها وما إلى ذلك

3- الذين هم يراءون ... 

والمهم هنا والذي يجب ملاحظته بدقة .. أن هذه الآية لا تقول "والذين ... " والا لكانت عطفا لجملة على جملة أو عطفا لمعنى على معنى ,,, ولكنها وبهذه الصيغة "الذين ... " هي استطراد وتوضيح وتفصيل لما سبقها .. فهي والحال هذه توضح ما هو المقصود بالسهو ..

فيصبح المعنى .. الذين هم ساهون بأنهم يراءون .. فالمصلي الحقيقي لا يجوز له أن يكون مرائيا في عبادته أو في عمله أو في قوله ولا منافقا ولا ساكتا عن الباطل ..

4- ويمنعون الماعون ... 

كناية عن البخل بالطعام وما يؤدي إلى فقر وجوع ومرض وفساد في المجتمع .. وهذه صفة تكميلية إضافية لهؤلاء "المصلين" المستحقين للويل لأنهم منافقون أولا ولأنهم بخلاء شحيحوا الأنفس ثانيا

ولعل هاتين الصفتين النفاق والبخل صفتان نقيضتان للصلاة الحقيقية .. ناقضتان للصلاة الشكلية بحركاتها وأفعالها وما يقال فيها

هذا .. والله أعلم !!

ليست هناك تعليقات: