الخميس، 16 يونيو 2022

السياسة ما بين العلم والفن


أنا لست سياسيا ، ولم أتعلم السياسة كعلم أكاديمي نظري، ولم أمارس السياسة كمهنة ، ولم أنضم لأي حزب سياسي ، ولهذا الموضوع أسبابه وتفصيلاته التي قد أتطرق إليها لاحقا في المستقبل. ومع هذا، فإن السياسة تنتشر في منطقتنا العربية والاسلامية كانتشار النار في الهشيم ، أو لعلها صارت من العادات (الحسنة أو السيئة) التي يتعاطاها الناس في بلادنا كعادة التدخين - إن لم أقل المخدرات - والجنس والطعام، .... فالكل يتحدث في السياسة والكل له رأي فيما يجري، والكل يدلي بدلوه في هذا البئر بغض النظر عن مستوى إدراكه وتحصيله وفهمه في هذا المجال .
وبالطبع فهناك من يحذرون التطرق الى السياسة ويتخوفون منها وينظرون إليها على أنها أسوأ من المخدرات وأخطر من أي جريمة .. يغذي ذلك كله خوف أصيل متجذر في النفوس تغذيه ممارسات قمعية بوليسية غير إنسانية من السلطة في الدول المختلفة في العالم العربي .. وبالتأكيد فإن لهؤلاء أيضا وجهات نظرهم المقدرة والمعتبرة ... وعلى رأي المثل "" الملدوغ من الثعبان بخاف من جرة الحبل" و "الملسوع من النار بنفخ في الزبادي"
أعود للسياسة كما أفهمها أنا - وهذه وجهة نظر شخصية مني أنا ، لم أقرأها في كتاب ، ولم أسمعها من أحد - ولا أدري مدى صحة وسلامة هذا الفهم ... إلا بعرضه على الآخرين وأخذ رأيهم فيه
فأنا أرى السياسة على أنها ....
"فن التعامل مع الواقع للوصول إلى الممكن ضمن رؤية استشرافية لمستقبل أفضل !" وهذا التعرف على إيجازه واختصاره فهو يركز عل خمسة عناصر مهمة لما يمكن أن نسميها "ممارسة سياسية ناجحة وفعالة"
وبناء عليه ....
1- السياسة فن ... تستند إلى نظرية علمية ... ولكنها بالتأكيد ليست علما صرفا
2- السياسة تتعامل مع الواقع ... وليس الخيال أو الوهم ... وفهم الواقع واستيعابه وتوصيفه بحقائق وأرقام ثابتة ضروري جدا
3- السياسة تهدف للوصول إلى الممكن ... وليس المستحيل ولا الأحلام الوردية
4- السياسة لها نظرة استشرافية .... فهي لا تحصر نفسها في الوقت الحالي والوضع الحالي فقط
5- السياسة تسعى إلى مستقبل أفضل .. يمكن التفاهم عليه والاتفاق عليه ضمن رؤية مشتركة وأهداف مشتركة

ولو نظرنا إلى هذا التعريف لوجدنا أن هذا المفهوم للسياسة يمكن توسيعه إلى جوانب الحياة المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ... كما أنها يمكن أن تنطبق على الأعمال والشركات كما يمكن أن تنطيق على الشعوب والحكومات 

ليست هناك تعليقات: