الخميس، 16 يونيو 2022

للحقيقة أوجه عديدة .. وما تراه يعتمد على الزاوية التي تنظر منها


هناك قصة مشهورة في التراث الهندي تحكي أن مجموعة من العميان اجتمعوا عند شيء فحاولوا التعرف عليه من خلال حاسة اللمس
- قال الأول: إنه شيء أسطواني صلب مغطى بقشور ... أظن أنه جذع شجرة
- قال الثاني : صحيح أنه صلب .. لكنه أملس دون قشور .. ثم أنه ليس عريضا كجذع شجرة ،، بل هوم رفيع ونهايته مدببة .. لعله رمح !!
- قال الثالث : صحيح أنه طويل ورفيع ولمنه ليس صلبا على الاطلاق .. فهو ينثني ويتحرك ... ولعله حبل !
- قال الرابع : والله لا أدري عما تتكلمون ... ولكني تلمست شيئا كبيرا عريضا ورقيقا ينثني في اليد ... ولعله ورقة موز !
واختلفوا فيما بينهم ... وتمسك كل منهم برأيه .. فهذا ما تلمسه بيده وهذا ما دله عليه عقلة نتيجة لما تلمسته يداه ... فقرروا أن يستعينوا بشخص مبصر له عينان ليرة هذا الشيء الذي اختلفوا فيه ... ويخبرهم ما هو ...
جاء الشخص ونظر إلى الشيء الذي اختلفوا وسمع أقوالهم وتفسيراتهم .. ثم ضحك قائلا :
وما هو الشيء الواحد الذي تجتمع فيه كل الأشياء التي ذكرتوها ؟؟؟
إنه الفيل أيها السادة !!!
- أما من ظن أنه جذع شجرة فقد تلمس رجل الفيل
- وأما من ظن أنه رمح ،، فقد تلمس ناب الفيل
- وأما من ظن أنه حبل ، فقد تلمس ذيل الفيل
- وأما من ظن أنها ورقة شجرة موز ،، فقد تلمس أذن الفيل
وكذا الحقيقة إخواني ,, لها عدة أوجه ... وكل منا يرى ويتلمس منها الوجه الذي يراه من موقعه ومن الزاوية التي ينظر منها ...
وأما خلاصة القصة ... فلا تغتر بما تراه وتعتقد أنه الحقيقة .. فالحقيقة حمالة أوجه ... ولا تحاول أن تفرض وجهة نظرك على أولئك الذين يرون ذات الحقيقة من زاوية أخرى .. فيرون شيئا مختلفا ... غير الذي رأيته أنت من زاويتك
وتذكر قول أحد أسلافنا ممن أوتوا الحكمة حين قال """ رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي الآخرين خطأ يحتمل الصواب """

ليست هناك تعليقات: