السبت، 13 أغسطس 2022

الغيبيات والخرافات

نحن نعيش في عالم الشهادة المادي الملموس المحسوس ..  نتلمس الأشياء بحواسنا ، ونعمل فيها عقولنا ، ونستنتج ما هو حقيقي وما خيالي ، وما هو معقول وما هو غير معقول ، وما هو منطقي وما هو غير منطقي
 
ولكن هناك في عالم الغيب الذي لا نعيش فيه حاليا،  هناك الكثير من المغيبات عن حواسنا وعقولنا وإدراكنا ومنطقنا . والأصل والحال كذلك أن لا نقتنع ولا نعتقد بوجود هذه الغيبيات  ... وبالتالي فكل حديث عنها ضمن هذه النظرية ومن هذه الزاوية هو مجرد خرافات وأساطير ومحض خيال !!

ويأتي المعتقد الديني ليؤكد لنا وجود هذه الغيبيات وهذا العالم الذي نسميه عالم الغيب والذي يحوي الملائكة والشياطين والجن والعالم الآخر والجنة والنار ,, وما إلى ذلك .. 
 
ثم تأتي المبالغات والاضافات والتمليح والتبهير  لتضيف أبعاد خيالية أسطورية لهذه المعتقدات وهذه الفرضيات حول عالم الغيب فتدخله في دائرة الأساطير والخرافات والسخافات والتفاهات .
وهذا يؤدي بدوره إلى نفور العقلانيين والماديين والعلمانيين من هذه الصورة الخرافية الاسطورية لعالم الغيب مما يؤدي إلى إلحادهم أو حيرتهم أو ضياعهم أو لا مبالاتهم بهذا الموضوع من أساسه جملة وتفصيلا !! 

فأين يقف المتدين المؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر من هذا كله ..  وهل يسعه أن يجاري الماديين والعلمانيين الملحدين في إنكارهم لكل الغيبيات جملة وتفصيلا ؟؟  والجواب واضح أنه لا يسعه ذلك لأن هذه الغيبيات منصوص عليها في القرآن الكريم وفي الكتب السماوية قبل القرآن الكريم .. وهي فكرة الأديان السماوية جميعها !
وفي الطرف المقابل .. هل نفتح الباب على مصراعيه بحيث يصبح الايمان بالغيبيات مدخلا للخرافات والأساطير والسخافات والأكاذيب الموجودة في موروثنا الديني والتاريخي والثقافي  ؟؟

الحل عندي - وهذا رأي شخصي بالطبع -  أننا نؤمن بهذه الغيبيات بحدها الأدنى كما وردت في الفرآن الكريم بدون زيادة أو نقصان .. 

فمثلا ..

أنا أؤمن بالجن لأنهم مذكورون في القرآن ... ولكنني أؤمن أنهم يعيشون في عالمهم الخاص بهم .. وعالمهم بالنسبة لنا نحن البشر عالم غيبي لا نتصل به ولا نؤثر به ولا نتأثر به إلا بمقدار ما نقنع أنفسنا به أنه ممكن .. ولهذا فأنا لا أؤمن إطلاق بتسخير الجن للبشر ولا بتلبس الجن في البشر ولا بتزاوج الجن مع البشر .. وأعتقد أن هذا كله من السخافات والخرافات والأساطير .. هذا مع الأقرار الكامل بكل ما ورد عن الجن في القرآن الكريم ضمن حده الأدنى وكما هو مذكور في هذا القرآن ..

كما أعتقد أيضا أننا نحن معشر البشر متفوقون على الجن بشكل عام .. ولعل هذا ما يبرر جعل الاستخلاف في الأرض للبشر وليس للجن .. بل وأعتقد أن الجن عموما أغبياء بليدو الذهن بطيئوا الادراك قياسا بالبشر .. هذا مع الاقرار بصفاتهم الأخرى التي يتميزون بها عن البشر كما جاء ذكرها في القرآن الكريم 

وكمثال آخر ...

فأنا لا أؤمن بالسحر الخرافي الأسطوري كما هو مشهور بين العوام من الناس .. وأؤمن بالسجر فقط ضمن حدود ما هو مذكورفي القرآن الكريم .. وهذا سحر إيحائي خداعي لا يغير حقيقة الأشياء وإنما يخدع حواس وإدراك المسحورين بحيث يخيل لهم أن ما تراه أعينهم هو خقيقة .. بينما هي لا تتعدى الخيال والوهم والايحاء والتأثير النفسي 

هذه مجرد أمثلة .. وتبقى القاعدة العامة عندي 

أي حديث عن هذه الغيبيات لا أؤمن به إلا إذا كانت هذه الغيبيات مذكورة صراحة في القرآن الكريم 

وما عذا ذلك .. فأنا في حل منه وأراه نوعا من الخرافات والأساطير  !!

ليست هناك تعليقات: